مقام يقع بين السهلتين على الشارع العام يعرف بمقام (الشيخ عزيز)، مقام معظم و متبرك به ويؤمّه الكثير من الناس للتبرك والزيارة ويقصد من مختلف المناطق والبلدان، أما صاحبه (الشيخ عزيز) فهو شخصية مجهولة الهوية،
ليس لها ذكر في كتب تراجم علماء البحرين، وما ذكر عنه مجرد قصص وكرامات يحكيها بعض أهل تلك المناطق، فيبقى غير معلوم: من هو وما نسبه ؟
وهل هو من العلماء أو من الرجال الصالحين ؟
متى ولد، ومتى مات ؟
ولكن المعلوم:
أن هذا المقام كان عبارة عن قبر فوق تلة من الرمل إلى جانبه مصلّى ثم بني له حائط، ثم بني له مسجدا وضريحا في الربع الأخير من القرن الميلادي الماضي بعد أن عرف ببعض الكرامات.
أن هذا المقام عُرف واشتهر بالكثير من القصص والكرامات، أكثر من غيره من المقامات والمزارات في البحرين.
أما كيف عُرف بهذا الاسم ؟
ولماذا لقّّب بالشيخ ؟
ولماذا عُمل له ضريح ومقام ؟
هذا ما نحاول معرفته من خلال البحث التالي.
لقد سألنا متولي المقام الحاج سلمان عن طريق معرفته وممن عرفه ومتى ؟ فقال: منذ أن كنا أطفال ونحن نعرف أن هذا القبر للشيخ عزيز وكانت الناس تأتي إليه وتزوره وتنذر إليه وكان عبارة عن تلة من الرمل.
كما سألت بعض الشيبة من القرى المجاورة: أبو قوّة والسهلة الجنوبية والسهلة الغربية وغيرها، كالحاج أحمد بن عبد الكريم والحاج جاسم بن عباس البن خميس والحاج أحمد بن ملا حسن السهلاوي والسيد حسن بن السيد محمد بن السيد حسن العلوي والحاج علي بن كاظم بن ادريس وهو معمر يقرب عمره من مائة سنة وآخرين، فأفادونا بأنهم يعرفون ذلك عن آبائهم وأنهم رأوا هذا القبر قبل أن يبنى وكان مصلّى وكانوا يزورونه ويتوسلون به وينذرون له، كما قالوا بأن ذلك لم يقتصر على أبناء الطائفة بل حتى أبناء الطوائف الأخرى.
إذا لقد تعارف بين الناس أن هذا القبر هو للشيخ عزيز منذ زمن، وأنا عرفناه من آبائنا، وأباؤنا عرفوه من أجدادنا، فهذا يعني أنه معروف بهذا الإسم على أقل تقدير منذ خمسين الى ستين سنة.
إما بالنسبة لتلقيبه بالشيخ _ وهو لقب ديني يطلق على المشتغلين بالعلم الشرعي _ فقد اعتاد أهل البحرين أن المقامات والمزارات تكون للعلماء، خصوصا بعد اشتهاره بالكرامات، ولا يبعد أن يكون من العلماء، والله العالم.
أما لماذا لم يترجم له أصحاب التراجم فإن ذلك ربما يعود لعدة أسباب، منها أنه قد يكون ليس من العلماء كما ذكرنا وإنما رجل صالح من أهل التقوى والإيمان، أو قد يكون من العلماء ولم يترجم له لعدم كونه مشهورا في وقته ربما لأنه لم يكن من الفقهاء، أو لم يتقلّد منصبا دينيا كالقضاء والرئاسة الدينية ونحو ذلك، أو لأن ليس له مؤلفات وآثار علمية.
كما لا يستطيع أحد أن يدعي بأن كتب التراجم ترجمت لكل العلماء لا سيما الكتب التي ترجمت لعلماء البحرين وهي معدودة ومعروفة مثل رسالة (علماء البحرين) للشيخ سليمان الماحوزي "قده" (ت 1121هـ) وكتاب (لؤلؤة البحرين) للشيخ يوسف "ره" (ت 1186هـ) وكتاب (أنوار البدرين) للشيخ علي القديحي البلادي "ره" (ت 1340هـ)، وهي كتب ترجمت للعلماء المحدثين الذين يقعون في سلسلة الرواة المتصلة بالمعصومين عليهم السلام ممن أجازوا لمصنفي الكتب المذكورة الرواية عنهم، ولم تستوعب جميع العلماء.
يقول الشيخ علي البلادي في أنوار البدرين: وكم من علماء فضلاء أتقياء نبلاء في بلادنا البحرين لم تذكر أسماؤهم في البين ولاندراس الآثار وتشتت أهلها في الأمصار بما أصابها من الأغيار.
فما ذكرته كتب التراجم من الأسماء يعدّ قليلا من كثير، وما يؤيد ذلك أيضا ما قاله الشيخ علي البلادي في أنوار البدرين نقلا عن الشيخ علي المقابي شارح كتاب الوسائل حيث ذكر اتفاق حضور أكثر من ثلاثمائة عالم فاضل في إحدى الفواتح بمشهد الخميس.
و هذا يوضح نسبة التفاوت بين ما ذكرته التراجم من أسماء علماء البحرين وبين ما أهملته لكثرة العلماء في هذا البلد في تلك الأزمان ولسبب ما حصل عليهم من بلاءات عظيمة فرقتهم على البلدان، فكم عالم لم تذكره التراجم ؟
وكم عالم ذُكر اسمه ولم تذكر آثاره وأخباره ؟
وكم من كتاب لعالم من علمائنا ذكر اسمه وفقد رسمه ؟
وكم من كتاب موجود واسم مصنفه مفقود ؟
ومن هذا نعلم ان من أُهمل ذكرهم من علماء البحرين أكثر مما ذُكروا في كتب التواريخ والتراجم.
الحاصل:
إن غاب عنا اسم صاحب هذا القبر الحقيقي ونسبه وسيرته فهو في النهاية لا يخرج عن كونه قبرا لأحد الصالحين لما ظهر له من آثار الإجابة والبركة، ولا يخرج عن كونه بيت من بيوت الله عز وجل وموطنا من مواطن العبادة والدعاء، وأن الواقع يشهد بأنه صار مهوى لأفئدة المؤمنين ليس من قِبَل أهل هذا البلد فقط بل ومن قبل البلدان المجاورة، ومقصدا يؤمه أهل الحاجات، وتجد فيه روحانية قد لا تجدها في غيره من مقامات...
Read moreالموقع : السِّهلة الشماليّة
كان الشيخ عزيز من العلماء الأجلاء الذين غلب عليهم الزهد في الدنيا و ترك زينتها و الرغبة في الآخرة و نيل ثوابها ، و لم يظهر في أي مظهر من مظاهر الدنيا . و قد عرف بين معاصريه من العلماء بالعبادة و الإيمان والورع و التقوى و التصلب في عقيدته ، كما و عرف بالانعزال عن الناس ، صائما نهاره قائما ليله ، ومن هنا لم يشتهر عند المؤرخين من نقلة تراجم العلماء في البحرين. وكان الشيخ عزيز يمتهن حرفة بسيطة ، وهي نقل الملح من محاله على حماره إلى الأسواق اليومية المنتشرة في قرى البحرين ، مثل يوم الأحد في توبلي ، ويوم الاثنين قرب قلعة البحرين ، و يوم الأربعاء في المنامة ، و يوم الخميس قرب مشهد الخميس ، تحريا منه لمكسب الحلال . و يبيع في الأسبوع مرتين أو ثلاث مرات و يقتات بالثمن مقتنعا بما يكتب الله له من الرزق ، وإذا مسه الضر فوض أمره إلى الله وإذا اعتدى عليه أحد قال حسبي الله و نعم الوكيل ، و لا يشكو إلا إلى الله و لا يسأل إلا إياه . وقد انقطع إلى الله في جميع أموره ، ويسأله دائما حسن الخاتمة وان يلقاه و هو عليه راض ، ويردد في دعائه أن يلقى الله و هو شهيد في سبيله و في حب أهل بيت نبيه .
وكان في أكثر أوقاته يحي الليل بالعبادة فإذا فرغ من ورده ينام قليلا ، و بينما هو في بعض الليالي بين النائم والمنتبه إذ سمع هاتفا يهتف به و يقول : “ابشر، فان الله عنك راض وقد كتب لك الشهادة و أنت من أنصار وليه و حجته الإمام المهدي المنتظر . فانتبه و هو في غبطة و سرور ينتظر ذلك الفوز العظيم . ودار الزمن في دوراته وحدثت الحوادث على جزيرة أوال . و تكررت الحوادث و تعددت الكوارث و ضرب الدهر بكلكله . ومما سبب القضاء و حتم القدر دخول الخوارج إلى هذه الجزيرة في عام 1216 وكان الشيخ عزيز من المنددين لهذا الدخول وقد عرف بهذا عند أولائك . فبينما هو يسوق أمامه حماره و عليه جوا لق الملح و كان الوقت ليلا إذ أدركه وقت صلاة الصبح وهو قرب المسجد الذي يكون غرب قبره بقليل ، فعقل حماره خارج المسجد ودخل وصلى ثم خرج . وعند وصوله محل قبره أوفقه جماعة من الأعداء ، وقد كمنوا له لما علموا هذا طريقه ، كما عرفوا منزلته من الدين أضعافا لما مر تعمدوا قتله ، فضربه أحدهم بالسيف ضربة قاضية أردته صريعا على الأرض و انصرفوا عنه و تركوه يخور بدمه . ولما خرج المصلون من المسجد ورأوه جهزوه و دفنوه في موضع قتله ، و بعد حين بنوا عليه مسجدا استنادا لقوله تعالى في ذكر أهل الكهف ” قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ” .
ولاكتشاف قبر الشيخ عزيز قصة : قالوا أن أحد باعة الملح مر و هو يسوق حماره وقد أدركه وقت صلاة الصبح وهو قرب المسجد الذي يكون قبر الشيخ عزيز وبعد صلاته في المسجد مر في طريقه ، فلما قرب من القبر رأى المراحل التي فيها الملح وقد مالت إلى جانب واحد ، فأوقف الحمار ليعدلها وقال مستعينًا بالله : يا عزيز فسمع صوتا من ناحية القبر يقول : لبيك داعي الله هل خرج قائم آل محمد؟ ففزع الرجل وقال : إنما دعوت الله وهو العزيز فقال له : لم لا قلت يا عزيز يا الله . ونقل الرجل ما سمع للناس و شاع وذاع الخبر و عرف ( الشيخ عزيز ) .
مسجد الشيخ عزيز يتوفر...
Read moreA calm and pleasant place of worship. The place says itself visit again, people reaches with sorrow and goes out with a feel of calm and happiness. A place where u can pray freely. Alhamdulilla we are blessed. As i told the place attracts you to go back so ofcorse will go and visit and pray...
Read more