إب اليمنية... قِبلة السياحة والآثار
تشتهر إب بمعالمها التاريخية وجمال طبيعتها (خالد فزاع/فرانس برس)
اختيرت محافظة إب اليمنية في العديد من التصنيفات سابع أجمل مدينة عربية، باعتبارها تجمع بين جمال الطبيعة وجمال العمران. وحسب المصادر التاريخية فإن أصل التسمية حِمْيري ومعناه الكبير، بينما يذكر الأب لويس معلوف في كتاب "المنجد" أن التسمية "مأخوذة من شهر آب وهو شهر الخصب نظرا لخصوبتها". وتشتهر المحافظة ذات المدرجات الزراعية الساحرة، بكونها الأكثر اخضراراً بين محافظات البلاد، ولذا سميت "اللواء الأخضر"، وتمتد المحافظة على مساحة خمسة آلاف وخمس مائة كيلومتر مربع، على ارتفاع يتراوح بين ألف وثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، حاوية في مديرياتها العشرين نحو 3 ملايين نسمة يمثلون عُشر سكان اليمن ويعمل أغلبهم في الزراعة، بكثافة سكانية هي العليا في اليمن. ومؤخراً باتت تُعرف بأنها "محافظة المغتربين" حيث تحتل إلى جانب حضرموت، المعدل الأعلى في الاغتراب ويتوزع أبناؤها المهاجرون في أغلب دول الخليج كما يمثلون النسبة العليا بين يمنيي الولايات المتحدة.
وباستثناء القمم الجبلية الباردة، تتمتع المحافظة بجو معتدل طوال العام، وغزارة في الأمطار وخصوصاً مدينة إب مركز المحافظة، خامس أكبر المدن اليمنية. وحسب مكتب السياحة فيها فإن إب تشتمل على نحو 300 موقع سياحي يقصدها نحو نصف مليون زائر في الأعياد والمناسبات. ويصنفها العديد من الزوار الخليجيين وخاصة من المملكة العربية السعودية، بأنها الوجهة الأنسب في الجزيرة العربية، لما يطلقون عليه "السياحة العائلية"، أي سياحة الأفراد بصحبة أسرهم، وذلك لطيبة أهلها وجميل ترحابهم، ولكونها تمثّل متنزّهاً طبيعياً كبيراً متعدد الوجهات وقليل الكلفة.
وبإمكان زائر المحافظة، أن يعدّ لنفسه برنامجاً حافلاً يقسّم فيه الزيارات حسب الأولويات الملائمة له، بدءاً من الوجهات السياحية داخل مدينة إب وضواحيها حيث "جبل ربي" بإطلالته البديعة على معظم أرجاء المدينة من جهة وعلى قاع السحول شديد الاخضرار من جهة ثانية. كما بإمكانه زيارة مدينة للألعاب جنوبي المدينة بالإضافة إلى متنزّه "مَشْوَرة" الشهير في الضاحية الغربية والمطل على مناطق شاسعة من مديريات العدين وحُبيش وجِبلة ومنطقة وُراف. زيارة إب القديمة تعد أمراً هاماً لاستكمال برنامج زيارة المدينة، حيث البيوت القديمة والشوارع الضيقة المرصوفة بالأحجار والجامع الكبير والسوق الشعبي الذي يقدم أطعمة شهية قلّ أن يجدها المرء في مكان آخر.
التوجّه الى أرياف المحافظة هو البند التالي بعد زيارة الوجهات السياحية في المدينة، وتأتي مدينة جِبْلة التاريخية، أقل من 10 كيلومترات جنوب غرب إب، كوجهة مثلى بوصفها واحدة من أهم المواقع الأثرية في اليمن حيث كانت عاصمة الملكة أروى "سيدة بنت أحمد الصُليحي" التي حكمت اليمن لخمسين عاماً بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، تاركة العديد من المآثر العمرانية والإنسانية. وفي جبلة ثمة الجامع الكبير الذي تعود مئذنته الشرقية إلى القرن السابع الهجري، ومتحف صغير يحوي بعض المعالم عن حقبة الملكة أروى ودولة الصليحيين.
وإلى الغرب من مدينة إب وتحديداً في مديرية العُدين، ثمة واديان يجتذبان العديد من السياح الأول "وادي الدُور" المشهور في التراث الغنائي اليمني، حيث أسراب العصافير تعزف سيمفونية متواصلة بين أشجاره الكثيفة والماء المتدفق في فجاجه وسواقيه أغلب أوقات السنة. والوادي الثاني هو وادي "عَنّة" حيث قصب السكر وأشجار الموز والمانغو، وفيه حمام للاستجمام بالمياه المعدنية الساخنة يسمى حمّام الشعراني، علما أن المحافظة تحوي 12 حمّاماً من هذا النوع.
وإضافة إلى العدين تحتل منطقة الجعاشن بمديرية ذي السُفال جنوب المدينة، مكانة متميزة لدى هواة المناظر الطبيعية والشلالات المنهمرة، بينما توفر الزيارة إلى جبل بعدان شرق المدينة، منظراً خلاباً يطل على مدينة إب وحقول السحول، وفي بعدان حصن "حَب" التاريخي الذي يعود للفترة الحِميرية.
ولدى التوجّه شمالاَ؛ ثمّة أكثر من وجهة سياحية أولها سفح جبل "سُمارة" الشاهق الارتفاع والذي يوفر فرصة ثمينة لهواة التصوير ويزدان بقلعة تاريخية تتربع على ناصيته، وأماكن مخصصة للزوار في العديد من المواقع على جانبي الطريق الأسفلتي الرابط بين صنعاء وإب ويخيّم الضباب فيه بعض أوقات السنة. ويُفضي جبل سمارة شمالاً إلى قاع الحقل بمنطقة كتاب، بمقطوعاته الزراعية متباينة الاخضرار في منظر بديع يشبه إلى حد كبير المقطوعات الزراعية في ريف باريس. ومن كتاب تتم مواصلة الرحلة حتى سفح جبل ريدان حيث مدينة ظفار التاريخية التي كانت منذ ما قبل الميلاد، وحتى القرن السادس الميلادي، عاصمة التبابعة الحميريين حيث البيوت...
Read moreمنتزه مطل على اجمل مدينة يمنيه مدينة إب يرتاده الكثير من الزوار للترويح عن النفس وامتاع النظر بالمناظر الخلابة
اختلف كثير من المؤرخين والجغرافيين حول تسمية إب، لكن الراجح أنها تسمية حميرية ومعنى أب بالحميرية (الكبير) ولا يوال في مدينة إب با يسمى (باب الكبير) أي باب نكرة والكبير معرف أو أن تسميتها من أبا وهو العشب والكلا كونها دائمة الخضرة وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (فاكهة وابا) فقد تكون أصل التسمية أبا ثم خففت إلى أب أما ما ذكره الأب لويس معلوف اليسوعي في كتاب المنجد من تسمية أب ماخوذ من شهر أب وهو شهر الخصب نظرا لخصوبتها وقال ان اليونانيون هم من أطلق عليها هذه التسمية دون تعليل لصلة اليونانيون باب وهو أمر ضعيف الاسناد.
كانت في القديم تتبع مخلاف جعفر (والمخلاف في اليمن يعني الكورة) وقد أنشأ فيه جعفر بن إبراهيم المناخي إمارة ذات صول وطول. ومخلاف جعفر جزء مما كان يسمى قبل الإسلام: الكلاع، وقد صعد من بني ذي الكلاع إلى سدة العرش الحميري ملوك كبار منهم ذو الكلاع الأكبر يزيد بن النعمان الحميري، وذو الكلاع الأصغر سميفع الذي أسلم في حياة النبي، وهاجر إلى بلاد الشام فكانت له زعامة اليمنيين فيها.
كانت إب مركز قضاء يضم ثلاث نواح أيام الحكم العثماني، تقدر مساحته بنحو 4000 كم2، وظلت قضاء حتى نهاية عهد الإمام يحيى حميد الدين عام 1948 م، ثم أصبحت في عهد ابنه أحمد مركز لواء (محافظة) يحكمها نائب للإمام وغدت بعدئذٍ عاصمة لواء من أهم ألوية اليمن.
تسارع تطور مدينة إب حين قامت ثورة 1962 حتى غدت واحدة من كبريات المدن اليمنية.
كان من المقرر أن تكون مدينة إب محطة على الخط الحديدي الذي يصل بين الحديدة وتعز بحسب مشروع بعثة بنيتون عام 1911 م غير أن المشروع لم ينفذ.
وإب اليوم عاصمة محافظة تحمل اسمها. وتزود المدينة بالمياه بقنوات ترد إليها من الجبال المجاورة التي ترتفع إلى 3200 م. وأطلق عليها اسم «اللواء الأخضر» لغناها الزراعي وجمال طبيعتها وخصب أراضيها، وتزرع فيها البقول وأنواع الفاكهة والبن والقات وشجرة النيلة والورس. ويتبع أسلوب المدرجات في الزراعة على...
Read moreيقع جبل ربي في مدينة إب، جنوب غرب اليمن، على بعد حوالي 10 كيلومترات من وسط المدينة. يُعد جبل ربي أحد أشهر الجبال في محافظة إب، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 2600 مترًا فوق سطح البحر. يتميز جبل ربي بطبيعته الخلابة، حيث تحيط به أشجار الصنوبر والسرو والزيتون، كما يضم العديد من المدرجات الزراعية التي تنتج العديد من المحاصيل الزراعية، مثل: القمح والشعير والخضروات والفواكه. يُعد جبل ربي مقصدًا سياحيًا هامًا في محافظة إب، حيث يجذب العديد من السياح من جميع أنحاء اليمن. يُمكن الوصول إلى الجبل عن طريق السيارات أو الحافلات، حيث يُوجد طريق معبد يربط بين مدينة إب وجبل ربي. فيما يلي بعض المعلومات الإضافية عن جبل ربي:
يُعد الجبل موطنًا للعديد من الحيوانات البرية، مثل: الضباع والغزلان والأرانب البرية.
يضم الجبل العديد من المواقع الأثرية، مثل: قصر الملكة بلقيس وقصر السادة.
يُعد الجبل مكانًا مثاليًا لممارسة العديد من الأنشطة الترفيهية، مثل: رياضة المشي لمسافات طويلة والتخييم وصيد الأسماك.
يُعد جبل ربي أحد أهم المعالم السياحية في محافظة إب، حيث يُوفر لزواره فرصة التمتع بجمال الطبيعة والتاريخ والتراث اليمني. فيما يلي وصف تفصيلي لموقع جبل ربي:
يقع جبل ربي في الجزء الغربي من محافظة إب، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة إب.
يُحيط بالجبل العديد من القرى، مثل: قرية ربي، وقرية ذي عبيدة، وقرية ذي عريم.
يُمكن الوصول إلى الجبل عن طريق طريق معبد يربط بين مدينة إب وجبل ربي، حيث يُمكن الوصول إلى الجبل عن طريق السيارات أو الحافلات.
يُعد جبل ربي أحد أهم المعالم السياحية في محافظة إب، حيث يُوفر لزواره فرصة التمتع بجمال الطبيعة والتاريخ...
Read more