يعيش قصر الباي الواقع بقلب مدينة وهران،حي سيدي الهواري آخر أيامه بعد تعرّضه لانهيارات كثيرة، أدّت إلى طمس عدد كبير من الشواهد التاريخية المنتشرة على مساحة القصر القديم الذي يتهاوى أمام صمت رهيب للمؤسسات والهيئات المختصة بحماية التراث ومصالح ولاية وهران بالرغم من وجود اتفاقية جزائرية تركية لترميم القصر، باشراف شركة تركية مختصة منذ 2016 وضعية كارثية لقصر الباي أو قصر البايلك بمدينة وهران جراء انهيارات داخل القصر بعد سنوات من التهميش والسرقات التي طالته؛ في صمت غير مفهوم للسلطات المكلفة بحماية التراث الوطني، في وقت استفاد القصر من حقه في التصنيف كمعلم تاريخي وطني محمي تحت ترقيم 31-010، وبحماية قانونية من المرسوم 04-89 المتعلق بحماية التراث الثقافي. ورغم حقوق القصر القانونية في الحماية والصيانة والحفاظ عليه، وفق ما يقتضيه القانون، بقي عرضة للتخريب والاندثار طيلة سنوات، خاصة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن احتلته عدة عائلات، وحوّلت جزءا كبيرا منه إلى شقق سكنية بعيدا عن رقابة السلطات التي بقيت تنظر إلى الأمر بدون تدخّل طيلة 9سنوات كاملة إلى غاية شهر ماي من سنة 2017، حيث تدخّل الوالي السابق عبد الغاني زعلان وقام بترحيل العائلات بعد عقد اتفاقية مع الشركة التركية «تورسيالي»، التي تكفّلت بترميم المعلم التاريخي بالمجان؛ كمبادرة منها إلى جانب مسجد الباشا، الذي لايزال هو الآخر عرضة للاندثار والانهيار. أطلال تحكي التهميش واللامبالاة للوقوف على وضعية قصر الباي تكفي جولة تفقدية بهذا المعلم الواقع بقلب حي سيدي الهواري القديم الذي لايزال محاطا بعشرات المعالم التاريخية التي تعاني التهميش، فيما اختفت عشرات المعالم الأخرى بالمنطقة في غياب السلطات. ولدخول قصر الباي يجب على كلّ زائر المرور عبر بوابته القديمة التي كانت مستغلة، كمساكن من طرف عدّة عائلات، حيث تضمّ البوابة على جانبيها منازل قديمة كانت تُستغل كمساكن لحراس القصر القديم، فيما نمت أشجار أمام المدخل، وساهمت في ظهور تشقّقات عبر كامل الجدار الخارجي للقصر. ما زاد من درجة الخطورة وجود حظيرة خاصة بقسم الأشغال الجديدة والصيانة التابع لمندوبية سيدي الهواري ببلدية وهران، تتوافد عليها يوميا الشاحنات، التي ساهم تحرّكها اليومي في التأثير على وضعية الجدار القديم، فيما قام أحد الخواص بالاستثمار بجوار الجدار، بإقامة مشروع سكنات ترقوية على بعد 30 مترا فقط من الجدار الخارجي للقصر، ما ساهم هو الآخر في ظهور تشقّقات كبيرة على الجدار بالرغم من أنّ القانون يمنع ذلك. وجاء في أحد فصوله ما يلي: «تخضع كلّ أشغال الحفظ والترميم والتصليح والتغيير والتهيئة المراد القيام بها على المعالم التاريخية المقترحة للتصنيف أو المصنفة أو على العقارات الموجودة في المنطقة المحمية، تخضع لترخيص مسبق من مصالح الوزارة المكلفة بالثقافة»؛ ما يعني أنّ مواد القانون لم تُحترم في إقامة المشروع السكني. يظهر للعيان حجم الضرر الذي طال كلّ أرجاء القصر؛ من خلال أكوام النفايات وبقايا قارورات الخمر المرمية في كلّ مكان، فضلا عن الأشواك والشجيرات المنتشرة بكامل المنطقة، فيما لم تسلم الجدران من الاعتداءات التي كانت طالتها منذ سنوات وتظهر عليها آثار الحفر أو اقتلاع الحجارة. هيكل فندق «شاطوناف».. الخطر الداهم يقابل زائر المعلم التاريخي قصر الباي هيكل فندق شاطوناف، الذي لايزال شامخا فوق أرضية القصر، ولا يبعد سوى بـ 20 مترا عن البوابة الداخلية للمعلم، فيما يقع جزء كبير منه داخل المنطقة المحمية والمصنّفة، الأمر الذي يطرح التساؤل بخصوص الكيفية التي سيتمّ بها ترميم هذا الهيكل الضخم المكوّن من 23 طابقا بعد أن استفادت منه بلدية وهران، ليحوًّل إلى مقر لمصالحها الإدارية، فضلا عن الحركة التي سترافق تسليم المشروع بعد استكمال ترميمه، علما أنّ الدراسة التقنية الخاصة بمشروع هيكل شاطوناف، قد اقترحت إنجاز ممر علوي للوصول إلى داخل الهيكل لتفادي فتح بوابة من الجهة الشرقية للقصر، على اعتبار أنّ القانون يمنع ذلك، حيث رفضت وزارة الثقافة المساس بجدار القصر، فيما حذّر مهتمون بقصر الباي بولاية وهران، من مغبة إطلاق مشروع ترميم هيكل شاطوناف أمام الوضعية الحالية للمعلم التاريخي الذي قد ينهار في أي لحظة. انهيار واختفاء وما بقي يواجه الزوال داخل قصر الباي، تقف على الوضعية التي بلغتها «دار البايلك» التي انهارت أجزاء كبيرة من أسقفها الأثرية، التي تضمّ فسيفساء مختلفة، كتبت عليها عبارات وآيات قرآنية، وبعض العبارات التي قام نابليون الثالث بتحريفها وكتابة اسمه عليها. وقد قام المسؤولون بمحاولة تفادي سقوط كامل السقف بوضع أعمدة خشبية لدعمه، غير أن ذلك لم يمنع من سقوط أجزاء كبيرة منه، فيما تحطّمت معظم أرضية «دار البايلك» وانتشرت بها الحفر، كما تعرّضت قاعة الديوان للتشويه بسبب الانهيارات، وهو ما طال الرواق الكبير للقصر الممتد على طول «دار البايلك»، إلى جانب رواق باحة القصر الذي...
Read moreقصر الباي محمد الكبير بوهران 1
قاعة الديوان قبل إعطاء لمحة تاريخية عن هذه الجوهرة التي تتزين بها مدينة وهران والتي هي للأسف تتعرض لإهمال كبير وعرضة للإنهيار في أي لحظة هذا القصر الذي كان شرف بناءه للباي محمد الكبير بعد تحريره مدينة وهران من الإحتلال الإسباني الثاني الواقع سنة 1792 وقد عرفت جوانبه وأرجاءه حوادث تاريخية عديدة سننشر البعض من الصور والرسومات التي بأيدينا عنها لاحقا بحول الله وقد ارتأيت ان أنشر هذه الصورة التي تظهر لنا قاعة الديوان وهي التي كان يجتمع بها الباي بضيوفه ويعقد ايضا جلساته مع الاعيان وقد استخدمها الفرنسيين بعده ايضا لنفس الغرض وقاموا بإجراء تعديلات عليها والصورة الثانية التي ننشرها بحول الله بعد هذه الصورة وهي لنفس القاعة لكنها تعود لفترة سابقة ابان الإحتلال الفرنسي وذلك للمقارنة كيف كانت مجهزة وايضا ننشرها للوعد الذي قطعته لبعض الاصدقاء الذين زاروا معي هذ المكان حتى يطلقوا العنان لمخيلتهم كيف كان وكيف أصبح كنا نتمنى ان تتداركه وزيرة الثقافة وتعلن بداية اعادة ترميمه مثل ما فعلت مع مسجد الباشا الذي لا يبعد عنه سوى أمتار قليلة لكن لم يحصل ذلك للأسف والذي نتمنى ان يكون قريبا بحول الله.
بوابة التاريخ الجزائري .. وادفل عمر
قصر الباي محمد الكبير بوهران 2
قاعة الديوان انشر للمهتمين وايضا لمن سبق لهم زيارة الموقع وحتى ايضا لمن لم يزره بعد هتين الصورتين إحداهما حديثة وهي الحال التي عليه الان تلك القاعة (قاعة الديوان) والثانية قديمة تعود لعصر الاستعمار الفرنسي لما كان يتخذه حكامها العسكريين مقر لهم، وقد حاولت ان يكونوا من نفس الزاوية حتى يتضح القصد وبحول الله ساتبعه بنشر صور اخرى للقصر والقاعة هذه بالذات وما تضمنه سقفها من كتابات بالعربية ومدلولها
بوابة التاريخ الجزائري .. وادفل عمر
قصر الباي محمد الكبير بوهران 3
قاعة الديوان بما أننا بدأنا بذكر قاعة ديوان قصر الباي وإتماما للفائدة فإنني انشر القصيدة التي ألفها العالم الجليل مصطفى بن عبد الله بن دحو في وصف هذا القصر والتي زين بها سقف هذه القاعة والكثير من الزائرين له لا يدركون معناها ومرجعها
يا غافلا عن أمور زانها ذهب و لونها لجين و تمرها رطب
و نورها مضيء وجوها دائم و صوتها منشد بالحسن مرتقب
(أقصد إيوان أمير المؤمنين أبي عثمان تلفى الخيرات كلها كوعب)
(به تشارك من نوى لمقصده فهو منافع للورى فما أرهب)
(به اشتباك الزهر في صفحتيه حكى فكيف بالعشائر المقيم صوحب)
(و حكى كيف الأهالي به يتفنون و كيف يسلكون بكلهم مذهب)
فعند ذا خاطبوني و ابتسامي بدا منه جواب عن سنوى يظل المنحب
كيف انسباب الأمور اللواتي ارتبطت برضى من يسرّ قدرا و ينتصب
(أهكذا عقال عصري قد التصقوا بالذي نصر القدير علاه رجب)
(أظهر به كيف الذي ترونقه محبة الصديق عند الأهالي ركب)
(تجدهم باختلاف في الدعاء إلى من واحد لواحد بالنّدا رتب)
إلى كمال العطا من غير مبتخل لأحد و لعطائه قد قرب وعند زيارة نابليون الثالث سنة 1865 للجزائر ومروره بوهران اقام بهذا القصر وتخليدا لتلك الذكرى قام المستعمر انذاك بمسح بعض من الابيات ووضع اسمه بدلها مع حكام آخرين محليين تابعين له و الابيات الموضوعة بين قوسين هي التي لازالت قائمة بالقاعة لحد الساعة ويقدر الزائر قراءتها
بوابة التاريخ الجزائري .. وادفل عمر
قصر الباي محمد الكبير بوهران 4
أواصل ما بدأته ستبقا من ذكر هذا القصر الذي بناه الباي محمد الكبير محرر وهران من الإحتلال الإسباني ، وقد كنت سابقا تحدثت عن قاعة الديوان لهذا القصر واليوم بحول الله نعرج على ذكر باقي أجنحته ونتلوه بنشر صور ورسوم قديمة له وبعض ما تضمنه من أحداث تاريخية فلقد شرع الباي محمد الكبير رحمه الله فور تسلمه مدينة وهران من أيدي الإسبان في بناء هذا القصر الواقع بدائرة البرج الجديد ليكون مقر حكمه وإقامته بل وأصبح بعده مقر البايات الذين اتوا بعده لمدة 40 سنة وإلى غاية إستيلاء الفرنسيين على مدينة وهران سنة 1831 عند إحتلالهم الجزائر وجعلوه هم أيضا مقرا لحكامهم العسكريين وأيضا ثكنة عسكرية أطلق عليها إسم فندق الفرقة العسكرية ، وبعد إستقلال الجزائلا سنة 1962 صار مركب القصر الجديد والذي يضم قصر الباي هذا تابعا للجيش الشعبي الوطني إلى غاية سنة 1970 ثم ترك عرضة لمختلف أشكال التخريب وبقي في وضعية جد سيئة تدخلت على إثرها السلطات المحلية سنة 1974 وقررت بناء فندق كبير بداخل القصر الجديد يضم 21 طابقا الأمر الذي ضاعف من تأزم الوضع بسبب الآليات الثقيلة المستعملة آنذاك وإتخاذ عمال البناء قصر الباي ملجأ لهم حيث تعرض المعلم لعمليات التخريب والتشويه . وفي عام 1990 أصبح القصر مقرا للدائرة الأثرية بوهران أما حاليا فهو يضم مكاتب إدارة الفرع الولائي للديوان الوطني لتسيير وإستغلال الممتلكات الثقافية المحمية على مستوى مدينة وهران. يقع القصر في الزاوية الجنوبية الشرقية...
Read morePalais du Bey Mohamed El-Kebir L'Un des plus importants monuments historiques de la région Ouest. le « Palais du Bey » d’Oran fait partie d’un ensemble architectural monumental beaucoup plus vaste que l’on appelle communément « le Château Neuf» . C’est dans l’enceinte de ce palais que le Bey Mohamed Ben Othman dit « El-Kebir », s’installa après avoir repris Oran aux Espagnols en 1792. Il y a lieu de rappeler que le Château Neuf a été épargné par le terrible tremblement de terre d’octobre 1790, qui a détruit la cité de Ras El-Aïn à Sid El-Houari. Ce vestige, de par son site naturel privilégié, constituait une position stratégique unique dans la ville en surplombant le port et en contrôlant l’arrière-pays. Le vaste promontoire avait toujours suscité la convoitise des marins qui passaient au large de la baie d’Oran. Les premiers documents relatifs à cet emplacement datent du 14ème siècle, lorsque le Sultan mérinide Aboul-Hassan donna l’ordre de construire un fort, « Bordj Lahmar », pour renforcer la surveillance de la ville, du côté de la mer. En fait, le « Bordj Lahmar » allait servir de base au « Rozalcazar » des Espagnols, où les premiers gouverneurs s’y installèrent de 1514 à 1792. Ils construisirent sur le même site des édifices qui feront d’Oran, le préside espagnol, la « Corte Chica » (la petite cour). Désormais, « Rozalcazar » allait devenir la meilleure place forte de la ville jusqu’en 1708, date à laquelle le Bey Bouchelaghem réussit à l’occuper jusqu’en 1732.
De la deuxième occupation espagnole (1732-1792) datent la muraille actuelle du front nord et les galeries souterraines qui communiquaient avec les ouvrages avancés et les forts extérieurs de la cité. Durant cette période, de nombreux travaux furent exécutés, travaux où une inscription espagnole, gravée au-dessus de la porte de Château Neuf, rappelle que « sous le règne de Charles III et sous le commandement de Don Juan Zermano, on fit construire les voûtes pour le logement de la garnison et on édifia le château, en ce qui concerne la partie qui regarde la mer ». Une seconde inscription en arabe, placée au-dessus de la première, à l’entrée de « Rosalcazar », célèbre la libération d’Oran en 1792. Le Bey Mohamed El-Kebir fit donc de ce palais, le siège de son administration et aussi sa résidence. Aux réalisations entreprises par les Mérinides et ensuite par les Espagnols, le Bey ajouta sur le mur sud, le moins exposé, un autre palais où étaient situés ses appartements, ses bureaux ainsi que le « Pavillon de la Favorite » pour accueillir son épouse bien-aimée, au milieu de deux magnifiques jardins agrémentés d’une volière. Malheureusement, cet ensemble architectural et archéologique, qui résume à lui seul sept siècles d’histoire, est actuellement dans un état de délabrement avancé sans oublier le pillage systématique de nombreux objets d’ameublement et autres décorations, comme la faïence qui garnissait les murs de certaines salles du palais. Les lustres en cuivre ajouré et toute la boiserie ont disparu juste après l’indépendance, comme ont pris d’autres destinations, les belles reliques, griffons et statuettes de la période espagnole qui ornaient l’entrée des édifices, les places et les fontaines du...
Read more