وُلد فيصل الأول ابن الحسين، طيّب الله ثراه، في 20 أيار 1883، وهو من أشهر ساسة العرب في العصر الحديث، واختير نائباً عن مدينة جدّة في مجلس المبعوثان (النواب) العثماني سنة 1913، وأتم دراسته في الأستانة، وعلّمه والده قبل ذلك القرآن الكريم. كان فيصل الأول ابن الحسين قائداً شجاعاً يحمل فكراً حضارياً؛ وقد اعتلى العرشَين السوري والعراقي. عند انطلاق الثورة العربية الكبرى سنة 1916، تولّى الأمير فيصل قيادةَ الجيش الشمالي، ثم عُين قائداً عاماً للجيش العربي، ودخل سوريا سنة 1918 بعد جلاء الأتراك عنها، واستُقبل استقبالَ المنقذ فيها، ثم أعلن تأسيس حكومة عربية في دمشق. وفي 8 آذار 1918، أعلن المؤتمرُ العام استقلالَ سوريا، ونودي بالأمير فيصل ملكاً على سوريا، وأعلن الملكُ العفو العام، وقامت الحكومة بتعريب أسماء الرتب العسكرية، وتعريب المعاملات في الدولة والمدارس وجميع الكتب المدرسية، وأُنشئت الجامعة السورية. قامت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال "غورو"، بتوجيه إنذار إلى الملك فيصل في 14 تموز 1920، ثم وقعت معركة ميسلون في 24 تموز، وكان من نتيجتها أن احتلّ الجيشُ الفرنسي سوريا. غادر فيصل سوريا إثر الاحتلال الفرنسي، وبدأ جولاتٍ دبلوماسية للمطالبة بحقوق العرب، وفي أوائل عام 1921 استجابت بريطانيا لبعض مطالب العرب، ما قاد إلى إنشاء دولتين عربيتين تحت الانتداب البريطاني في العراق وشرق الأردن، وجرى استفتاء في العراق في صيف عام 1921، تمّ على إثره المناداة بفيصل ملكاً على البلاد. وسار الملك فيصل على سياسة الوسطية والاعتدال في النهوض بالعراق والسعي لاستقراره والتخلص من قيود الانتداب، ونجح في تحقيق ذلك عام 1932، حين أُلغي الانتداب ودخل العراقُ عضواً في عصبة الأمم، ولكن الأجل لم يمهل الملك فيصل للاستمرار في خدمة العرب، فتوفي يوم 8 أيلول 1933 بسكته قلبية بينما كان تحت العلاج في سويسرا، ونُقل جثمانه إلى بغداد حيث دُفن فيها. وخلفه في الحكم...
Read moreمختصر من مقال: ((تمثال الملك المؤسس بين الفن والسياسة )) و الذي نشر في جريدة القدس العربي للكاتب صادق الطائي في ٢٣ يوليو ٢٠١٩
في خضم موجة الفرح العراقي بانتهاء الانتداب البريطاني وإعلان الاستقلال، ودخول العراق عصبة الأمم المتحدة في اكتوبر 1932، تحين الفرصة لفكرة إنشاء نصب لاول رمز للأمة العراقية الوليدة، مليكها المؤسس فيصل بن الحسين. تم عمل النصب في مشغل الفنان بترو كانونيكا حيث استغرق العمل على التمثال البرونزي للملك 18 شهرا في إيطاليا، لتنفيذ نصب الملك المؤسس احتفالا باستقلال العراق، ودخوله عصبة الأمم كأول دولة في العالم تنهي عهد الانتداب عام 1932. وفي مايو عام 1933 إبان وزارة رشيد عالي الكيلاني تمت إزاحة الستار عن هذا النصب في ساحة في منطقة الصالحية في شارع حمل اسم الملك المؤسس.
بقي تمثال الملك المؤسس وهو على صهوة جواده، ورأسه متجه ناحية اليسار، يطل على عابري الشارع المكتض بالحركة على مدى ربع قرن، وفي صبيحة 14 يوليو 1958 أسقطه المتظاهرون الغاضبون.
قرب نهايات الحرب العراقية – الايرانية عام 1987 وتثمينا لموقف الاردن ومليكها الداعم للعراق في حربه، قررت الحكومة العراقية إعادة نصب الملك المؤسس فيصل الاول الى مكانه في منطقة الصالحية، وتم التحرك على متحف الفنان بترو كانونيكا لغرض عمل نسخة برونزية طبقا للنسخة الرخامية الموجودة في مخازن المتحف. العمل نفذ وتم نصب تمثال الملك المؤسس في مكانه القديم عام 1989، اي بعد أكثر من نصف قرن على تحطيمه، لكن الحصان حظي برأس جديد بات اليوم ناظرا الى الامام بحسب الوضع الذي كان عليه حصان كمال اتاتورك ليطل من عليائه على زحام بغداد ولا أحد يعلم ما الذي...
Read moreالملك فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي (20 مايو 1883 - 8 سبتمبر 1933) ثالث أبناء شريف مكة الحسين بن علي الهاشمي وأول ملوك المملكة العراقية (1921-1933) وملك سوريا (مارس 1920- يوليو 1920 ينتمي إلى أسرة آل عون الهاشمية، وولد في مدينة الطائف، وترعرع عند قبيلة عتيبة في بادية الحجاز[8] وتربى مع إخوته بكنف أبيه الحسين بن علي الهاشمي وفي رحاب البادية درس الأمير فيصل الابتدائية مع أخويه الأمير علي بن الحسين ملك الحجاز فيما بعد والأمير عبد الله بن الحسين ملك الأردن فيما بعد، حيث تعلموا اللغة التركية قراءة وكتابة. وقد نشأ مع البدو في حياة الصحراء والتقشف وقسوة المعيشة، وتعلم الفروسية و المبارزة بالسيف والبندقية. في عام 1896 سافر مع والده الشريف الحسين بن علي إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية بدعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، لكي يكون قريبا منه وتحت مراقبته، واختير عمه شريفاً لمكة رغم أنه يفترض أن يتبوأ هو هذا المنصب. أقام الجميع في قصر العدالة إقامة جبرية وجرى انتداب مدرس خصوصي لتعليمه اللغة التركية مع أخوته الثلاثة أنجال الشريف الحسين بن علي، وتعلم فيصل في الأستانة اللغات التركية والإنجليزية والفرنسية والتاريخ، وعلمه والده القرآن الكريم. حيث أتقن اللغتين التركية والإنجليزية وبعضا من اللغة الفرنسية. وتزوج هناك من حزيمة ابنة عمه ناصر في عام 1905 وأنجب منها :
الأميرة عزة
الأميرة...
Read more