تاريخ المبنى
تم بناء الجامع الكبير بنموذجه الأصلي من قبل الخلافة الأموية لأجل وضع بصمتهم الأموية في حلب.[1] وسمي بالجامع الأموي الكبير ، إذ إنه الجامع الرئيسي للمدينة (انظر الصورة 1). غالباً ما نسبت المصادر التاريخية بدء بناء المسجد للخليفة الوليد بن عبد الملك (حكم 86-96م/ 705-715هـ)، وإتمام البناء لأخيه وخليفته سليمان (حكم 96-99م/715-717هـ) الذي حكم أول إمبراطورية للعالم الإسلامي من العاصمة السورية دمشق.[2]
الموقع والمحيط العمراني
يقع الجامع الكبير في قلب مدينة حلب القديمة وإلى الشمال من المحور الرئيس للسوق المغطى التاريخي. ويشغل الجامع موقعاً مركزياً مميزاً. منطقة الجامع هي موقع الساحة العامة (الأغورا) في الفترة الهلنستية، ويبدو أنها كانت جزءاً من الساحة العامة زمن الروم وكانت تدعى (الفوروم).[3] ثم كانت جزءاً مما يفترض أنه استخدم كحديقة لكتدرائية القديسة هيلانة البيزنطية[4]، والتي ما زالت بقاياها محفوظة داخل مدرسة الحلوية الشهيرة. يحيط السوق المركزي بالأطراف الثلاثة للجامع الكبير: قبلية الجامع تضم المدخل المؤدي لسوق الحبال، بينما ينفتح المدخل الغربي من باحة الجامع على سوق المسامرية ويقابل المدرسة الحلوية، وينفتح الباب الشرقي على سوق إسطنبول الجديد. يؤدي الباب الشمالي للحديقة الخارجية المجاورة، والتي استخدم الجزء تحت الأرضي منها، لتكون الموقع الجديد للمكتبة الوقفية منذ عام 2006. يوازي الجامع الكبير بجزئه الشمالي الشارع المسمى باسمه، ويوازي شارع السوق التاريخي المغطى من الجانب الجنوبي، ويمتد الشارع باتجاه الشرق حتى يصل تلة القلعة.
التصميم الأصلي
على الأغلب أن المخطط الأصلي للجامع لم يطرأ عليه تغير كبير، يتكون مسقط الطابق الأرضي الأصلي من صحن مستطيل محاط بثلاثة أروقة ضيقة، بالإضافة إلى قبلية (حرم) الصلاة الكبيرة مستطيلة الشكل، والممتدة على طول الجزء الجنوبي المواجه لمدينة مكة (اتجاه قبلة الصلاة).[5] في المبنى الحالي للجامع لا تظهر أية آثار تعود لفترة التأسيس الأموي، وحتى الآن لم يتم إجراء تحقيقات أثرية معمقة حول الجامع. أشارت بعض المصادر التاريخية أن مئذنة أقدم كانت قائمة وتم استبدالها لاحقاً.[6]
التصميم الحالي
تتألف قبلية الجامع المستطيلة الشكل، التي تشغل مساحة (1800 متر مربع)[7] من أربعة صفوف، ويتكون كل صف من عشرين دعامة متوازية على طول القبلية، تشكل ثلاث مجازات (انظر الصورة 2). وسقفت المجازات بنمط الأقبية المتقاطعة (انظر الصورة 3). المحور (أو المجاز) الرئيسي لقاعة الصلاة هو بعمق ثلاث فتحات، ويعامد المحراب الرئيسي المتوضع على جدار القبلية الجنوبي، والمجاز الرئيسي هنا هو أعرض قليلاً من بقية الفتحات: ويظهر بوضوح على واجهة القبلية ببروزه باتجاه الخارج، ويظهر بقبته في منتصف السقف المستوي، وهذا يعيد في أذهاننا فكرة المجاز القاطع في الجامع الأموي بدمشق.
تتوضع السدة الخشبية فوق المدخل الرئيس للقبلية، وقد أغلقت فتحات أقواس القبلية بواجهات مصنوعة من الخشب والزجاج.
تضم القبلية ثلاثة محاريب على طول الجدار القبلي: المحراب الرئيسي مقابل مدخل البوابة، ومحراب ثانٍ على الطرف الشرقي وثالث على الطرف الغربي. ينتصب منبر الخطبة الخشبي على الجانب الأيمن (الغربي) للمحراب الرئيس، وإلى جانبه غرفة الخطيب.
تقع غرفة ضريح النبي زكريا - وهو والد النبي يحيى أو يوحنا المعمدان في التراث المسيحي - إلى يسار (شرق) المحراب الرئيسي، ليقابل بذلك المحور المركزي لقاعة الصلاة ( انظر الصورة 5)، وقد أغلق قوس الضريح بحاجز شبكي من النحاس، أما غرفة الضريح فتعلوها قبة صغيرة.
يجاور صحنُ الجامع قبليةَ الصلاة من طرفها الشمالي، ومساحته حوالي ضعفي مساحة القبلية (3715 متر مربع)[8]، فرش الصحن بتبليطات من أنماط وألوان مختلفة من الأحجار السوداء والبيضاء والصفراء. على الطرف الشرقي للصحن يوجد قبتين للوضوء ، وعلى الطرف الغربي عمود بازلتي ومصطبة مرتفعة ومزولة أفقية، وعلى الرواق الشمالي مزولة عامودية.[9]
المئذنة
تم الأمر بإنشاء مئذنة الجامع الكبير (انظر الصورة 6) من قبل قاضي حلب خلال فترة حكم السلالة السلجوقية لمناطق سورية.[10] تمت الإشارة لتاريخ بدء البناء على قاعدة المئذنة وتاريخ إتمام البناء على قمة المئذنة[11] أي (483-489هـ/1090-1096م)، وظلت المئذنة قائمة حتى عام 2013. المئذنة مربعة الشكل وارتفاعها حوالي 45 متراً، مبنية من الحجارة الكلسية. على النهاية العلوية لجسم المئذنة هناك إفريز مكون من صفي محاريب صغيرة مقنطرة، زخرفت بسخاء بأنماط نباتية. ويتوج المئذنة شرفة خشبية للأذان ترتفع...
Read moreاحدى معالم حلب الدينيه والتراثيه
جَامِعُ حَلَب الكبير
الجامع الأموي في حلب أو جامع بني أمية الكبير في حلب هو أكبر و أحد أقدم المساجدفي مدينة حلب السورية ، حيث يقع المسجد في حي الجلوم في المدينة القديمة من حلب ، التي أدرجت على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1986 ، حيث أصبح الجامع جزءاً من التراث العالمي ، و هو يقع بالقرب من سوق المدينة. كما يُعرف الجامع أيضاً بوجود ما بقي من جسد النبي زكريا (والد يوحنا المعمادان حسب الديانة المسيحية). يقوم الجامع اليوم على مساحة من الأرض يبلغ طولها 105 أمتار من الشرق إلى الغرب، ويبلغ عرضه نحو 77.75 متر من الجنوب إلى الشمال وهو يشبه إلى حد كبير في مخططه وطرازه الجامع الأموي الكبير بدمشق. كما و بني المسجد في القرن الثامن الميلادي ، إلا أن الشكل الحالي يعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي حتىالقرن الرابع عشر الميلادي ، كما و بنيت المئذنة في عام 1090 ميلادي[3] ، و دمرت في نيسان من العام2013 نتيجة للمعارك التي إندلعت هناك في أحداثالأزمة السورية.[4]
التاريخ التأسيس
كان الجامع الكبير ذات مرة أغورا (و كلمة أغورا تعني ساحة دائرية و تعتبر بمثابة مركز الحياة الرياضية و السياسية و الروحية في المدينة) في العهد الهلنستي ، حيث أصبح فيما بعد حديقة لكاتدرائية سانت هيلينا خلال الحقبة المسيحية من الحكم الروماني في سوريا.
التجديد
في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ميلادي ، سيطر المرداسيون على حلب و قاموا ببناء النافورة المقببة (ذات القبة) في باحة المسجد. في الركن الشمالي الغربي بنى القاضي الشيعي (رئيس المحكمة الإسلامية في حلب) أبي الحسن محمد المئذنة بارتفاع 45 متراً في عام 1090 ميلادي خلال عهد الحاكم السلجوقي
الحرب الأهلية السورية
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب الأهلية السورية سنة 2013 وتعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة حول محيطه. كما انهارت مئذنته التاريخية في 24 نيسان 2013 وسط اتهامات بين المعارضة والنظام.
أهمية الجامع
يذكر أن الجامع الأموي في حلب اكتسب شهرة على مستوى العالم الإسلامي، نظراً لما يحتويه من زخرفة في فن العمارة الإسلامية وطراز عمراني قديم، إضافة إلى كونه عملاً معمارياً اغتنى بإضافات كثيرة على مر العصور التاريخية المتعاقبة، فلا يكاد عصر من العصور التاريخية الإسلامية إلا وله شاهد في المسجد، إضافة إلى ذلك فان القرارات المصيرية المهمة والأحداث التي ارتبطت بالجامع قد أكسبته أهمية خاصة.
Read moreلتأسيس كان الجامع الكبير ذات مرة أغورا (و كلمة أغورا تعني ساحة دائرية وتعتبر بمثابة مركز الحياة الرياضية والسياسية والروحية في المدينة) في العهد الهلنستي، حيث أصبح فيما بعد حديقة لكاتدرائية سانت هيلينا خلال الحقبة المسيحية من الحكم الروماني في سوريا.
تم بناء المسجد على الأراضي المصادرة والتي كانت مقبرة كاتدرائية. وحسب التقاليد في وقت لاحق، بدأ بناء أول مسجد في ذلك الموقع في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في عام 715 ميلادي وتم الانتهاء من بنائه في عام 717 ميلادي في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك. بينما يعزو المؤرخ المعماري كريزويل بنائه للخليفة سليمان بن عبد الملك فقط، مستشهداً بالمؤرخ الحلبي ابن العديم الذي كتب في القرن الثالث عشر الميلادي عن نيّة سليمان بأن يجعل الجامع "مساوياً لعمل شقيقه الوليد في جامع بني أمية الكبير في دمشق". بينما يوجد أقوال تفيد بأن الوليد قام ببناء المسجد بحجارة كنيسة سيروس (Church of Cyrrus)." على كل حال، فإن المؤرخ المعماري ججيري باشاش (Jere L. Bacharach [الإنجليزية]) رجّح بأن يكون راعي المسجد كان مسلمة بن عبد الملك شقيق الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك، حيث شغل مسلمة منصب حاكم جند قنسرين قبيل عام 710 ميلادي حتى بداية فترة حكم سليمان. وهذا تفسير الاعتقاد بأن المسجد بني في عهد كلٍ من الخليفتين الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك. علاوة على ذلك فقد تم تجاهل حكم مسلمة بن عبد الملك لجند قنسرين من قبل المؤرخين العرب الأوائل، حيث أنهم ركّزوا اهتماماتهم على حملاته ضد الامبراطورية البيزنطيةوالأرمن، وركزوا أيضاً على حكمه لمناطق العراقوأذربيجان وأعالي بلاد ما بين النهرينوأرمينيا، وقد أشار المؤرخ المعماري ججيري باشاش على أن تكليف مسلمة بن عبد الملك ببناء جامع كبير في حلب والتي تعتبر قاعدة رئيسية لمهاجمة البيزنطيين قد "كان من المناسب، إن لم يكن من الضروري".
التجديد في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ميلادي، سيطر المرداسيون على حلب وقاموا ببناء النافورة المقببة (ذات القبة) في باحة المسجد. في الركن الشمالي الغربي بنى القاضي (رئيس المحكمة الإسلامية في حلب) أبي الحسن محمد المئذنة بارتفاع 45 متراً في عام 1090 ميلادي خلال عهد الحاكم السلجوقي آق سنقر الحاجب وتم الانتهاء من بنائها في عام 1094 ميلادي خلال فترة حكم السلطان السلجوقي تتش بن ألب أرسلان. وكان المهندس المعماري للمشروع حسن بن مفرج آل سرميني. قام السلطان الزنكي نور الدين زنكي بترميم المسجد في عام 1159 ميلادي بعد حريق كبير دمّر المسجد في وقت سابق ;، إلا أن المسجد هُدِمَ في عام 1260 على المغول. قام المماليك (1260-1516) بالقيام بعدة إصلاحات وإدخال العديد من التعديلات على المسجد، حيث زينت منحوتات كوفية ونقوش المئذنة بأكملها بدلاً من الزخارف التقليدية في النمط والمقرصنات. قام السلطان المملوكي المنصور قلاوون باستبدال المنبر المحترق في عام 1285 ميلادي، وفي وقت لاحق قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون قام بوضع المنبر الحالي الذي بني خلال فترة حكمه. كما تم ترميم صحن المسجد (فناء المسجد) ومئذنته...
Read more