النوافير كانت ولا تزال من المعالم الأساسية والمظاهر الحضارية الجميلة التي تزين المدن، حتى أنها تحظى بعناية خاصة وتحاط بالرخام والزخارف ليبدو منظر الماء وهو يتدفق عبر قنواتها كالشلالات ساحرًا وجميلًا، أما نافورة عين الفوارة، فهي تحفة فنية منحوتة من الحجر والمرمر تتربع على نبع ماءٍ صافٍ، تتوسط ساحة الاستقلال في مركز مدينة سطيف قبالة المسجد العتيق، تشكل النافورة جزءًا هامًا من إرث السكان التاريخي والحضاري، وهي من أهم معالم المدينة، يجتمع الناس حولها ويتباركون بمائها وتقام في جنباتها الحفلات والسهرات والأعراس حتى كتب فيها الكثير من الشعراء العرب عديد القصائد والروايات، فصارت أكبر مستقطب للسياح الأجانب والزوار المحليين واقترن اسمها باسم المدينة ويجزم سكان مدينة سطيف أن من شرب من ماء الفوارة سيتعلق بالمدينة وسيعود حتمًا إلى زيارتها . تاريخ نافورة عين الفوارة إنّ نافورة عين الفوارة تمثال حجريٌّ رائع قام بنحته الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال، شاهدها الحاكم العسكري لمدينة سطيف في متحف الفنون الجميلة في مدينة باريس فأعجب بها ثم نقلها إلى سطيف سنة 1898 وبقيت إلى الآن شاهدة على تاريخ المدينة الحديث المليء بالتضحيات والنضال والأحداث. تعرّض تمثال المرأة العارية للكثير من محاولات التخريب والهدم من قبل اصوليين متشددين، فقد أقدمت مجموعة منهم على محاولة تفجير التمثال في العام 1997 خلال ما يسمى بالعشرية السوداء، لكن سرعان ما تم ترميمه من قبل السلطات المحلية في زمن قياسي، توالت لاحقًا محاولات تخريب وتشويه تمثال النافورة الواقع على النبع وكان أخرها في العام 2017 حينما أقدم أحد المتطرفين على ضرب وجه التمثال مستخدمًا مطرقًة لكن التمثال لا يزال واقفًا صامدًا مطلًّا على المدينة ملقيًا السلام على أهلها. يتناقل الجزائريون روايات عديدة ومختلفة تحكي قصة قدوم التمثال لعاصمة الهضاب العليا قبل أكثر من مئة عام، منها قيام الحاكم الفرنسي بنصب هذا التمثال فوق النبع العذب لانزعاجه من منظر السكان وهم يستخدمون ماء النبع للوضوء والصلاة، وفي رواية أخرى يقال أن التمثال لامرأة كان يحبها الحاكم العسكري الفرنسي وتزوجت من غيره فطلب وضعها على النبع تخليدًا لذكراها . تصميم نافورة عين الفوارة قام الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال بنحت نافورة عين الفوارة على شكل امرأة عارية ممشوقة القوام ترتكز على صخرة تعلو الأرض بنحو مترين، فتبدو المرأة وكأنها تعاين المارّة وتنظر حولها مبديًة سعادتها وهي تقدم الماء الذي ينهمر منها من أربع جهات فيكون باردًا منعشًا في الصيف ودافئًا في الشتاء، ويتميز التمثال بتناسقه واندماجه مع نبع الماء ومحيطه فيبدو وكأنه قطعة من طبيعة المكان وجغرافيته وجزء مهم من ذاكرة السكان المحليين ووجدانهم. أهمية نافورة عين الفوارة يمكن القول أن نافورة عين الفوارة مبعث فخرٍ واعتزازٍ كبيرين لدى السكان في مدينة سطيف، هذا التمثال الذي يتوسط ساحة الاستقلال الكبيرة َويطل على المسجد العتيق أصبح يمثل مركزًا وقطبًا سياحيًا هامًا يجذب آلاف السياح المحليين والأجانب، وجعل من المنطقة مكانًا يشهد حركًة واكتظاظًا وتبادلًا تجاريًا كبيرًا، وبالإضافة إلى أهمية ومكانة النافورة التاريخية والسياحية تملك جانبًا روحيًا ومعنويًا وأثرًا كبيراً في قلوب سكان المدينة، فهي شاهد على بطولات أبنائهم أثناء الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وتعد رمزًا من رموز المدينة، حتى أصبحوا يتباركون بمائها ويشربون منه في المناسبات والاحتفالات...
Read moreعين الفوارة بولاية سطيف منحوتة عين الفوارة عروسة سطيف الجزائرية
صنعها نحات فرنسي في 1898
تعتز مدينة سطيف بتمثال عين الفوارة، يتوسط ساحتها الرئيسية «ساحة الاستقلال»، وتُعتبر من معالمها التاريخية، حتى اكتسبت سطيف اسمها «مدينة عين الفوارة». «عين الفوارة» ألهمت المبدعين؛ كتب عنها الشعراء والأدباء الجزائريون والعرب، ورسمها فنانون، فضلاً عن أنها محاطة بالمصورين لالتقاط صور لزائريها تذكاراً من الفاتنة المرمرية. المنحوتة تُمثل امرأة صُنعت من الحجر الأبيض والمرمر، يعود بناؤها إلى عام 1898، شامخة فوق عين ماء هي الأكثر عذوبة في مدينة سطيف، ينبجس ماؤها من أربعة ينابيع، تهسهس حول المنحوتة، يردها الصادي والغادي، والبعض يقصدها للتبرك وجلب الحظ، خصوصاً النساء، يقصدنها من ولايات أخرى.
صنع التمثال النحات الفرنسي الإيطالي الأصل فرنسيس سان فيدال (Francis de Saint - Vidal) في شهر يوليو (تموز) 1898، ليشارك به في المعرض العالمي للمنحوتات بمتحف اللوفر الفرنسي بمناسبة مرور 100 عام على بناء برج إيفل. وهناك شاهدها الحاكم العسكري الفرنسي لمدينة سطيف، وأعجبته، فنقلها إلى مدينة سطيف، الواقعة على بعد 300 كم شرق الجزائر العاصمة، وهي عاصمة الهضاب في شمال شرقي الجزائر. تمثال عين الفوارة المرمري، المنحوتة الفنية الجميلة قعدت قبل مائة وعشرين عاماً فوق هذه العين، قبالة المسجد «العتيق» وسط مدينة سطيف، وهو أقدم مسجد في المدينة. هل قصد الحاكم الفرنسي اختيار المكان لخدش حياء المصلين؟ لا أحد يعرف نواياه، ولكن السطايفيين، وعبر عشرة عقود، لم يكترثوا للتمثال، بل اعتبروه تحفة فنية تزين مدينتهم، ومقصداً سياحياً لكل زائري مدينة سطيف.
مجيء الفاتنة إلى سطيف يتناقل الجزائريون روايات مختلفة عن قدوم منحوتة عين الفوارة لعاصمة الهضاب قبل 120 عاماً، وتعكس الروايات، وكأنها عروس من القرون الوسطى، يمتزج فيها الكثير بين الحقيقة والخيال. تحكي أن الحاكم العسكري لمدينة سطيف أعجبه التمثال خلال معرض للمنحوتات في متحف اللوفر، ونقله إلى مدينة سطيف برحلة أسطورية في تفاصيلها. في البدء نُقلت بالقطار إلى ميناء مرسيليا جنوب فرنسا، حيث ركبت الباخرة إلى ميناء سكيكدة (500 كم) في الشرق الجزائري، ليتم نقلها إلى سطيف في عربة تجرها خيول أصيلة، وتحرسها كوكبة جنود فرنسيين، يرتدون ملابس احتفالية يمتطون جيادهم الأصيلة. استغرقت الرحلة عشرة أيام، وكان بانتظارها الحاكم العسكري ونبلاء الفرنسيين في المنطقة، وقد أعجبوا بإتقانها، ليقترحوا وضعها فوق منبع الماء «عين الفوارة». أنزلوا المنحوتة بكثير من المداراة والمحبة، وهو ما أثار تساؤل الجزائريين الواقفين على مقربة من الحدث، مما ولّد روايات أخرى هذه المرة تفسر دواعي هذا الاهتمام والحب لقطعة رخام، البعض قالوا إن المنحوتة كانت لمحبوبة أحد الحكام الفرنسيين،...
Read moreنافورة عين الفوارة تمثال حجريٌّ رائع قام بنحته الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال، شاهدها الحاكم العسكري لمدينة سطيف في متحف الفنون الجميلة في مدينة باريس فأعجب بها ثم نقلها إلى سطيف سنة 1898 وبقيت إلى الآن شاهدة على تاريخ المدينة الحديث المليء بالتضحيات والنضال والأحداث.[٤] تعرّض تمثال المرأة العارية للكثير من محاولات التخريب والهدم من قبل اصوليين متشددين، فقد أقدمت مجموعة منهم على محاولة تفجير التمثال في العام 1997 خلال ما يسمى بالعشرية السوداء، لكن سرعان ما تم ترميمه من قبل السلطات المحلية في زمن قياسي، توالت لاحقًا محاولات تخريب وتشويه تمثال النافورة الواقع على النبع وكان أخرها في العام 2017 حينما أقدم أحد المتطرفين على ضرب وجه التمثال مستخدمًا مطرقًة لكن التمثال لا يزال واقفًا صامدًا مطلًّا على المدينة ملقيًا السلام على أهلها.[٤] يتناقل الجزائريون روايات عديدة ومختلفة تحكي قصة قدوم التمثال لعاصمة الهضاب العليا قبل أكثر من مئة عام، منها قيام الحاكم الفرنسي بنصب هذا التمثال فوق النبع العذب لانزعاجه من منظر السكان وهم يستخدمون ماء النبع للوضوء والصلاة، وفي رواية أخرى يقال أن التمثال لامرأة كان يحبها الحاكم العسكري الفرنسي وتزوجت من غيره فطلب وضعها على النبع تخليدًا لذكراها.[٤] تصميم نافورة عين الفوارة قام الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال بنحت نافورة عين الفوارة على شكل امرأة عارية ممشوقة القوام ترتكز على صخرة تعلو الأرض بنحو مترين، فتبدو المرأة وكأنها تعاين المارّة وتنظر حولها مبديًة سعادتها وهي تقدم الماء الذي ينهمر منها من أربع جهات فيكون باردًا منعشًا في الصيف ودافئًا في الشتاء، ويتميز التمثال بتناسقه واندماجه مع نبع الماء ومحيطه فيبدو وكأنه قطعة من طبيعة المكان وجغرافيته وجزء مهم من ذاكرة السكان المحليين ووجدانهم.[٤] أهمية نافورة عين الفوارة يمكن القول أن نافورة عين الفوارة مبعث فخرٍ واعتزازٍ كبيرين لدى السكان في مدينة سطيف، هذا التمثال الذي يتوسط ساحة الاستقلال الكبيرة َويطل على المسجد العتيق أصبح يمثل مركزًا وقطبًا سياحيًا هامًا يجذب آلاف السياح المحليين والأجانب، وجعل من المنطقة مكانًا يشهد حركًة واكتظاظًا وتبادلًا تجاريًا كبيرًا، وبالإضافة إلى أهمية ومكانة النافورة التاريخية والسياحية تملك جانبًا روحيًا ومعنويًا وأثرًا كبيراً في قلوب سكان المدينة، فهي شاهد على بطولات أبنائهم أثناء الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وتعد رمزًا من رموز المدينة، حتى أصبحوا يتباركون بمائها ويشربون منه في المناسبات والاحتفالات العامة...
Read more