كان قانى باى موضع عناية السلطان قايتباى فكان يحسن معاملته ويجعله محل إكرامه حتى أنه أعتقه ومنحه المال الوفير والملابس الغالية والأسلحة والخيل وعينه بوظيفة "جمدار " ثم ترقى إلى وظيفة " سلاحدار "، وفى صفر سنة 898هجرية أنعم عليه السلطان الأشرف قايتباى بأن جعله أمير عشرة ثم عينه بعد ذلك بفترة قصيرة فى نيابة " قلعة صهيون " بالشام نيابة عنه وواليا عليها من قبله وتلى ذلك أن عينه السلطان أتابكا بحلب، وظل فى هذا المنصب حتى أوائل عام 902هجرية (1497م) وهو مقيم بحلب. فى عام 901هجرية توفى السلطان قايتباى وخلفه فى السلطنة ابنه محمد بن قايتباى الذى أنعم على لحافى بائ الرماح عند حضوره إلى القاهرة من حلب وجعله (مقدم ألف) بدلا من "أ مير عشرة " وفى المحرم من عام 903هجرية بدأ نجم قانى باى الرماح فى التألق والصعود، اذ عينه السلطان محمد بن قايتباى فى وظيفة أمير أخور كبيرا. وفى عهد السلطان قانصوه الغورى (906- 922 هجرية) سطع نجم قانى باى الرماح مرة أخرى إذ أوكل إليه السلطان قيامه على رأس حملة عسكرية لتأديب عربان الشرقية الذين أثاروا الفتنة ضد السلطان 0 ويصفه ابن إياس بأنه كان أميرا جليلا مبجلا معظما وكان يتصف بالمروعة والشجاعة والنجدة فى حياته شواهد عديدة على ذلك، منها مساعدته للحجاج الفقراء الذين كانوا يراوفقون بعثة الحج الرسمية فكان يرسل إليهم الإبل والمؤونة والملابس والماء وكان يكثر من الصدقات على الفقراء المقيمين بالحرمين المكى والمدنى وكذلك على المجاورين بالأزهر الشريف. وكان مالكى المذهب كما هو واضح من الألقاب الواردة فى النصوص التذكارية المنقوشة فى مدرستيه بميدان القلعة و بحى الناصرية0 كان قانى باى شغوفا باقتناء الكتب وجمع المصاحف فقد زود مدرستيه بالقلعة والناصرية بنسخ منها لينتفع بما الصوفية وطلبة العلم وغيرهم.. استطاع الأمير قانى باى الرماح أن يكون لنفسه أسرة كبيرة بممر هن أبنائه وبناته وأصهاره، فقد تزوج بابنة الأمير يشبك من مهدى "الست سعد الملوك" ورزق منها بولد هو الناصرى محمد وكان شديد العناية بولده وحريص على حياته وحياة أمه سعد الملوك. إذ حدث أن تزايد وباء الطاعون بمصر، فقد أرسل الأمير قانى باى الرماح ولده الناصرى محمد بصحبة والدته إلى جبل الطور التى كان يعتقد أنه لا يدخلها الطاعون. توفيت (سعد الملوك) زوجة الأمير قانى باى الرماح بعد وفاته بحوالى عامين.
ولقد كان للأمير قانى باى الرماح بنت من إحدى جواريه (جان سوار) هى سنينة التى تزوجت بعد وفاة أبيها بعام من الأمير (10) الماس المعروف بدوادار مسكين وكان أمير عشرة عند دخوله بها ثم كان فما بعد واليا للشرطة بالقاهرة و احتفل بعرسه أمراء الدولة آنذاك..
ولقد كان للأمير قانى باى الرماح شغف كبير بالبناء والتعمير، فقد شيد العديد من العمائر والمنشآت الدينية والمدنية بمصر والشام، وما بين طباق سكنية ووكائل وخانات وقاعات ومدارس و أسبلة ، سجلها كلها بدقة فى حجة وقفه المدونة فى شهر رمضان سنة ثمان وتسعمائة (سنة 1503م) على أن أعظم منشآته الدينية التى ما تزال قائمة بمدينة القاهرة هما مدرسته بالقلعة ومدرسة الناصرية اللتان ذكرهما ابن إياس 0 وعلق ابن إياس على موته بقوله إن ذلك كان حتى أشيع أنه مات مسموما"وقد أمر السلطان الغورى بنقل جثمانه من "باب السلسلة " بالقلعة فى تابوت الى بيته " بجدرة البقر"، المطلة على بركة الفيل بدرب الجماميز ثم أخرجت جنازته من داره فى موكب حافل سار فيه القضاة الأربعة وكبار الأمراء وغيرهم من كبار موظفى الدولة وكانت تتقدم نعشه" كفارة " وعند وصول الجنازه إلى ميدان الرميلة (القلعة الآن) لحق بها السلطان الغورى وصلى على الجنازة مع باقى المشيعين ثم دفنوه فى مدرسته التى تجاه سوق الخيل 0 أما المسجد والمدرسة تقعا الان بميدان القلعة الذى كان يرف قديما باسم ميدان الرميلة وبسوق الخيل وبالمنشية ثم بسوق العصر حيث كان يقوم فيه سوق عصر كل يوم ثم أطلق عليه ميدان صلاح الدين وتقع المدرسة على ربوة وأمامها طريق صاعد مبنى بالحجر ينتهى من أعلاه بدرجات توصل الى الطريق العام المعروف باسم (سكة درب اللبانة). ((من كتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحون)) ((أنشئ المسجد بميدان صلاح الدين بحري مسجد المحمودية، وهو مبنى على شرف عال، وله واجهتان إحداهما شرقية، وبها واجهة الإيوان الشرقي، والقبة والثانية قبلية، وبها واجهة القبة، والمدخل...
Read moreمسجد قاني باي الرماح، المعروف أيضًا بـ "قاني باي السيفي"، تحفة معمارية مملوكية بطابع فريد في القاهرة:
🕰️ نبذة تاريخية شُيّد المسجد عام 908هـ/1503م بأمر الأمير قاني باي السيفي الرماح، أحد مماليك السلطان قايتباي وأمير الإسطبلات في عهد السلطان قنصوه الغوري
يقع على ربوة مرتفعة بجانب ميدان صلاح الدين (الرميلاً) أسفل قلعة الجبل صوت القبائل العربية والعائلات المصرية
طُبع المسجد على عملة 200 جنيه مصري، تقديرًا لقيمته التاريخية
🏛️ التصميم المعماري يعتمد تخطيط المدارس المعتاد: صحن مكشوف محاط بإيوانات أربع
سُقفت جميع الأيوانات حجرية بأقبية من الحجر الأبيض والأحمر، وليس بالخشب كما في نماذج أخرى، مع قبة مسطحة فى إيوان القبلة
القبة الضريح تقع خلف المحراب، مزينة بنقوش نباتية وآيات ثلث مملوكي حول الرقبة الداخلية والزوايا
المئذنة على يسار المدخل، مكونة من دورين مربعين وأسفلها قاعدة حجرية، مع 'خوذة' مزدوجة
الزخارف: تشمل نوافذ جصية مزجّجة، محراب حجري ورخام، منبر خشبي مطعّم، ومساحات مزخرفة دقّة عالية
🔧 الترميم والصيانة تصدعات ومشكلات ظهرت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فبدأت لجنة الآثار بحماية وتطوير عام 1914، تلاها ترميم للمنارة عام 1939 .
أعمال تطوير جديدة جرت عام 2022 ضمن مشروع إحياء الوجه الحضري بميدان القلعة تحت إشراف وزارة الآثار
🌟 الأهمية والتميز يُعد مثالًا نادرًا على التداخل بين العمارة التعليمية والدينية والصوفية، حيث يضم إضافة سبيل وكتاب بجواره .
رمز لفن العمارة المملوكي الجراكسي، بتفرده في استخدام الحجر للأقبية وتنوع زخارف القبة والمآذن
تم اختيار موقعه على ربوة الميدان لإبراز رمزية دوره التاريخي كأمير الرمح والخيل
🗺️ الزيارة والموقع البند الوصف الموقع ميدان صلاح الدين (الرميلاً)، شمال قلعة الجبل، بجوار جامع الرفاعي وجامع المحمودية طريقة الدخول يصعد الزائر عبر درجات نحو المدخل الحالة الراهنة مسجد مرمم، تطبيق للصلاة والزيارة، وتظهر عليه جهود ترميم حديثة
✅ لماذا تزوره؟ حضوره البارز على منعرج تاريخي بخلفية معمارية مبهرة
من أسرار العمارة الحجرية المملوكية للنمط التعليمي والديني
تجربة حية للمبنى المدرسي الديني مع سبيل وكتاب ومجمع ضريحي
تصوير مذهل مع القبة والمئذنة يستحق...
Read moreمسجد قانيباى السيفى الرماح، واحد من أجمل مساجد العصر المملوكى فى مصر، يقع فى مواجهة مسجد السلطان حسن بالقلعة، ونظراً لقيمته المعمارية والتاريخية تم اختياره ليكون رمزًا للعملة فئة الـ200 جنيه، أنشأه قانيباى السيفى الشهير بـ «قانيباى الرماح» سنة 908 هجرية (1503 م )، وهو أحد أمراء السلطان قايتباى وأميرا خور (أى الأمير المشرف على اسطبلات) ابنه السلطان الناصر محمد، وأنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يشتمل على صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات معقودة، وقد اختلف عما سبقه من مساجد المماليك الجراكسة فى طريقة تسقيف إيواناته، فبينما كانت أسقف المساجد التى أنشئت فى هذا العصر تقام من الخشب وتحلى بنقوش مذهبة جميلة، إلا أن أسقف هذا المسجد أقيمت جميعها من الحجر على هيئة قبوات مختلفة الأشكال، فإيوان القبلة تغطيه قبة منبسطة من مداميك من الحجر الأبيض والأحمر على التعاقب. ومن المعروف تاريخياً أن الأمير قانى باى قرا كان مملوكًا للملك الأشرف قايتباى، فأعتقه وعينه فى عدد من الوظائف، إلى أن رقاه أمير عشرة فى عام 898 هـ (1492م)، ثم عينه نائباً لصهيون، فأميراً لحلب، ثم عاد إلى مصر، وتزوج ابنة الأمير يشبك بن مهدى. وفى عصر الناصر محمد بن قايتباى تمت ترقيته إلى مقدم ألف، ثم أمير آخور كبير، أى مشرفاً على إسطبلات الخيول التى كانت تعد القوى الضاربة للدولة فى هذا الوقت، وكان مشهوراً بالشجاعة والفروسية، مجيداً للعب بالرمح، فعرف بالرماح، وتوفى عام 923 هجرية 1515 ميلادية...
Read more