أقيم هذا المتحف في منزل متواضع بوسط المدينة وأدخلت عليه مؤخّرا تجديدات جذريّة تسمح بتقديم مجموعاته للجمهور تقديما جذّابا، وهي من أجمل المجموعات المتأتّية من عدّة مواقع في الوطن القبلي.

تشتمل هذه المجموعة أساسا على لقى متأتّية إمّا من مقابر كبرى أو من آثار مساكن مسوّاة. لهذا فانّ الأثاث الجنائزيّ يقدّم أوفر المصنوعات المألوفة الاستعمال أو المتّخذة للأبهة وهي التي تزيّن الواجهات. وتمثّل التبليطات الفسيفسائيّة شهادات " ناطقة " أكثر من غيرها لوصف العقائد وكذلك أسلوب العيش الذي كان سائدا في العهد الروماني بهذا " الشناخ الجميل " ( Pulhri Promontorium). ويمتاز فهرس القطع الفسيفسائيّة بالثراء والتنوّع ويتضمّن نماذج قليلة تتعلّق مواضيعها بأساطير العصور القديمة.

ولا بدّ من الإشارة أيضا إلى المنحوتات البديعة من المرمر الرقيق التي تعود إلى العهد الرومانيّ وإلى هذه المجموعة من الطين المشويّ المتأتّية من معبد مكّرس للإلهين البونيين بعل حمّون وتانيت، وهي تشهد بوجود نزعة توفيقية معقّدة وتتميّز بأبعادها النادرة بالنسبة إلى آثار من الطين المشويّ.