مساء 10 نوفمبر 1898، وصل الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني وزوجته في العربة إلى محطتهما الأخيرة. وفي رحلتهما الطويلة من فلسطين أصر دليلهما البروفيسور مورتيز من القاهرة على أن يقوما بزيارة لبعلبك وقد أعد لهما مخيم في المحكمة الكبرى. في صباح الحادي عشر كشف عن نصب تذكاري في بعلبك قدمه لهم السلطان وذلك بإقامة احتفال كبير. لقد كانت زيارةً قصيرة ولكن ما رآه الإمبراطور كان كافياً ليقرر إعادة التنقيب والإكتشاف الأثري لهذا الموقع،وهذا القرار أثار فكرة إعادة الإكتشاف العلمي لمدينة بعلبك. [1]
عموماً،الأبحاث الأثرية السابقة خلال القرن الثامن والتاسع عشر كانت نتيجة البحث الرومانسي عن روائع الماضي وخصوصاً الروائع المشهورة في الشرق فبعض الأماكن القليلة أرضت خيال المسافرين الغربيين أكثر من بعلبك. الأوصاف والرسوم التوضيحية التي وُضعت من قِبل "داوكنز" و "وود" و "فولني" و "كساس" أو "روبرتس" تبقى حتى هذا اليوم أمثلة رائعة عن التقارير الأثرية على الرغم من كونها غير عالية الدقة، والكمية الهائلة من الدمار الذي حصل خلال القرون التي مضت والتعديلات والإضافات المتشعبة التي أُضيفت بعد العصور الرومانية والقدر الهائل من الدمار،وحتى أكثر،كل ذلك جعل من المستحيل أن يكون هناك إعادة اكتشاف دقيقة كما كانت عليه في الماضي،وعلى أية حال المطبوعات السابقة لم تزودنا بصور ملهمة ،هي غنية بالحس الفني وطريقة العرض المثيرة للإعجاب،ولكن الأهم أنها تزودنا بمعلومات قيمة عن طريقة الحفاظ على هذه الآثار الرائعة. وفي عرض للصعوبات التقنية ليس من المفاجئ أنه حتى نهاية القرن التاسع عشر لم تُمس آثار بعلبك بمجارف علماء الآثار ولكن بدلاً من ذلك تعرضت بشكل متواصل لقسوة المناخ المتميز بالثلوج والصقيع شتاءً وبدرجات الحرارة المرتفعة صيفاً،ويُعتبر أنه ضرب من ضروب الحظ أن الأعمدة الست المشهورة لمعبد جوبيتر قد نجت حتى وقتنا هذا والتقنيات الحديثة قادرة على ضمان وجودها المستقبلي. من بين جميع الآثار الضخمة في بعلبك،فقط معبد واحد حُفظ جيداً وهو في الحقيقة واحد من أكثر المعابد حفظاً بهذا الحجم في أي مكان،وهذا ما يضع بعلبك ضمن المواقع الأثرية المهمة،هذا المعبد هو معبد باخوس. على الرغم من أن الجهود الألمانية شملت كامل بعلبك وكل تاريخها إلا أننا سنقتصر في هذه المقالة على نتائج العمل على معبد باخوس. إن البحث الأثري العلمي للموقع يشابه إلى حد كبير تحقيقات لفريق من المحققين في موقع الجريمة،لذا في مثل هذه الحالة كان هناك في البدء فريق ضم عدد من المتخصصين : بروفيسور أوتو بوشستين وهو عالم آثار ورئيس الفريق،برونو شولز ودانيال كرنشير هما اثنين من المهندسين ، والمستعرب مورتيز سوبمهيم،والمصور ميدنبير ،ومكريدي باي كممثل للحكومة العثمانية،وحوالي 150 عامل في قمة نشاطهم. ومن البداية كان هناك مستوى عالي من الأداء دون الإهتمام بالنفقات المتزايدة،فلا يمكن لمس أو تحريك أي حجر بدون أن يتم تحديد موضعه مسبقاً،ولا يمكن إزالة بناء ملحق على العمل الروماني دون أن تُدرس أهميته بشكل كامل،والإهتمام بالعمل بأدوات التنقيب بحيث لاتفسد المظهر الأثري. إذن المهمة الأولى كانت رسم وتخطيط الحالة القائمة،فكما يقوم المحقق في الجريمة بجمع كل الأدلة كذلك يقوم عالم الآثار بأخذ ملاحظات عن كل التفاصيل التي قد تساعد في إعادة إعمار المبنى. إن دمار المعبد بدأ من دون شك عند فقدان سقفه الذي كان مؤلفاً من دعامات خشب كبيرة مما أدى إلى تسوسها وفسادها وخصوصاً بعد إزالة غطائها الرصاصي الثمين، ودعامات السقف كانت تربط الجدران الطويلة للمبنى ببعضها البعض من الناحية العلوية،وخسارتها أدت إلى وهن خطر للهيكل ككل.إضافةً إلى ذلك فإن تشييد البناء لم يعتمد على الملاط كعامل دعم بل كان يتألف من قطع حجارة وضعت واحدة فوق الأخرى وجُمعت معاً بمشابك حديد أو برونز ومسامير...
Read moreit was fun and knowledgeable place
يتمتع معبد باكوس الروماني بمكانة خاصة في تاريخ العمارة الكلاسيكية للعصور القديمة. يقع هذا المعبد في مدينة باعلبك اللبنانية ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي. تم تسمية المعبد تيمناً بإله الخمر والجنون باكوس.
وقد بني المعبد باستخدام الحجر الرملي ويحتوي على عمودين ضخمين على مدخله الرئيسي ومئذنتين مميزتين. تبلغ مساحة هذا المعبد حوالي 60 متراً في 27 مترًا، ويمتاز بأنه متوازن تمامًا من الداخل والخارج. كان هذا المعبد يستخدم كمكان للعبادة والتهدئة، وقد بسط مؤرخو العمارة أنه يجسد الرقي والجمال الحقيقي للفنون الكلاسيكية في حضارة الرومان.
لا يزال هذا المعبد حتى يومنا هذا يثير اعجاب الزوار الذين يأتون من جميع أنحاء العالم، حيث يعد واحدًا من أهم المعابد الرومانية المحفوظة حتى الآن. وقد تم تسجيل المعبد كجزء من قائمة اليونسكو للتراث العالمي في جميع أنحاء العالم.
لا شك أن معبد باكوس هو من بين أهم المعالم التاريخية الفريدة والمثيرة للإعجاب في الشرق الأوسط. ويمثل هذا المعبد ليس فقط تحفة معمارية بارزة، ولكنه أيضًا يتضمن آثارًا تاريخية مهمة ذات مغزى ثقافي وروحاني. وينبغي أن يتم الحفاظ على هذا النصر العظيم للفن المعماري من خلال عمل الحفاظ عليه وإعادة بناءه وصيانته.
The Temple of Bacchus is a magnificent ancient Roman temple located in the historical city of Baalbek, situated in modern-day Lebanon. The temple is dedicated to the Roman god of wine and fertility, Bacchus, and is considered one of the greatest and most well-preserved of all Roman structures in the world.
Construction of the temple began around the 2nd century AD during the reign of the Roman Emperor Antoninus Pius, and it took almost 2 centuries to complete. The structure was built using giant limestone blocks from the nearby quarries of Baalbek, that were sometimes weighing up to 1000 tons.
This temple is famous for its massive size and intricate details. It measures around 66 meters (217 feet) in length, 35 meters (115 feet) in width, and 31 meters (102 feet) high, making it one of the largest temples in the Roman Empire. The temple's facade is made up of towering Corinthian columns, each measuring around 20 meters high, and they are intricately decorated with finely carved reliefs and detailed ornaments. The temple's ornate sculpture and carving work is a fine example of the Roman Empire's mastery of art and architecture.
As one of the world's greatest architectural achievements, the Temple of Bacchus has stood the test of time and remained standing for over 2000 years. Despite several earthquakes and centuries of neglect, the temple's core structure has remained resilient, with several of its original features still intact.
In 1984, the Temple of Bacchus became a UNESCO World Heritage Site and continues to be one of the most popular tourist attractions in Lebanon. The temple's massive scale, intricate details, and remarkable age continue to awe and inspire visitors from around the world, cementing its place among the most remarkable ancient structures the world...
Read moreبماذا تشتهر مدينة بعلبك ” مدينة الشمس “
كتابة: خلود صلاح آخر تحديث: 09 فبراير 2021 , 10:26

سبب تسمية مدينة بعلبك مدينة يليوبولس أو مدينة الشمس
إن مدينة بعلبك من المدن الفينيقية القديمة والي توجد في ما تُعرف اليوم بلبنان أو سويسرا الشرق وبالتحديد في شمال بيروت بوادي البقاع، وقد كانت المدينة مأهولة بالسكان منذ عام 9000 قبل الميلاد، وتطورت لتصير من المواقع الهامة للحج بالعالم القديم إذ كانوا يعبدون إله السماء (بعل) وزوجته (عشتروت) ملكة السماء في الديانة الفينيقية واسم بعلبك يدل على اللورد بعل وادي البقاع، ومركز بعلبك كان عبارة عن معبد حجمه كبير خاص ببعل وعشتروت، وما تزال بقايا ذلك المعبد القديم إلى ذلك اليوم تحت المعبد الروماني لجوبيتر بعل، والمدينة موضوعة بقائمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمية. [1]
واسم بعلبك، بفتح الباء الموحدة ثم تُسكن العين، وتُفتح اللام والباء والكاف المشددة، وقد قام المسعودي بضبطها – بعلبك – بفتح العين وتسكين اللام، وهي لغة عامة الناس، واسمها مركب من (بعل- بك) ولا جدال عن هذا، في حين أن الأقاويل قد تكاثرت عن اللغة الأولى التي تم انطلاق الاسم منها، ومن تلك الأقاويل ما يلي: [2]
قيل أنها اسم فينيقي (بعل- بك) أي (بيت البعل) أو (مدينة البعل)، وكان لدى (جان دي لاروك) اعتقاد بأن الاسم قد جاء من “بعلثث” اسم إلهة السوريين، والبعل عبارة عن صنم تقمص معبودات وثنية متنوعة في مراحل زمنية متتالية، فهو “هدد” جوبيتر (المشتري) البعلبكي، أي الشمس عند اليونان (هيليوس) أو (باخوس) إله الخمر.
وفي أقاويل (ديبوكاج) أن اسم (بعل-بك) تأويله هو مدينة الشمس، وقد سماها اليونانيون (هيليوبولس) بعد ترجمة اسمها بالترجمة الدقيقة، إذ أن “بك” معناها بولس أو “مدينة”، والمقاربة لا تختفي بين بعل “شمس الفينيقيين” و”إليو” شمس اليونانيين، وقد قام “كاران” بتأكيد ذلك الرأي لأن الشمس كانت تُعبد من أهلها.
ثم عمل الرومانيون على تقرير ذلك الاسم (هيليوبولس) لأن عبادة الشمس كانت شائعة إذ أنها واحدة من الآلهة الرئيسة في العبادات بسوريا، وقد أُطلق عليها بعض الأساطير كما أُطلق على جوبيتر وغيره، اسم بعل أو إله.
ولكن العرب اعتمدوا الاسم الوطني القديم لها (بعلبك)، وكان منتشرًا بينهم قبل الإسلام إذ ذكرها الشعراء في التالي:
ذكرها الشاعر الجاهلي (امرؤ القيس الكندي) حينما عبرها عندما كان ذاهبًا إلى بيزنطة قبل انتهاء القرن الخامس الميلادي، إذ قال: “لقد انكرتني بعلبك وأهلها ولابن جريج في قرى حمص انكرا”
وذكرها (عمرو بن كلثوم التغلبي) في معلقته: “وكأس قد شربت ببعلبك واخرى في دمشق وقاصرينا”
كما ذُكرها (النابغة الشيباني) في شعره: “أرقت وصاحبي ببعلبك وأرقني الهموم مع التشكي”
أما بطليموس فقد قال عنها التالي: “مدينة بعلبك في الإقليم الرابع طولها 68 و 20 د.، وعرضها 37 وثلث. وفي التعريفات الحديثة: تقع في عرض 34 درجة و 10 دقائق شمال خط الإستواء و36 درجة و11 دقيقة شرق “غرينتش”، ويتراوح إرتفاعها عن سطح البحر بين 1165م (مركز المدينة) و1200م في تلة الشيخ عبد الله، وتبعد عن العاصمة اللبنانية بيروت...
Read more