مكتب عنبر هو معلم أثري يقع في حي المنكنة في منطقة دمشق القديمة شرق المسجد الأموي، ويقع بمسافة قصيرة عن الشارع المستقيم، وهو يعتبر المنزل الأكبر بالمقارنة بمنازل المدينة القديمة، بُني وصُمم في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي على يد السيد يوسف أفندي عنبر1، وهو بناء متميز ومتقن البناء يعد نموذجاً للبيت الدمشقي، شكله مستطيل بمساحة 5000 متر مربع وهو مقسم لثلاثة أقسام، كل قسم له باحته الخاصة التي تحيط بها الغرف، ويبلغ مجموعها 40 موزعة على طابقين3]، صادرته الدولة العثمانية لتحوله إلى مدرسة للأولاد أو كما سُمي مكتب[ملاحظة 1]، يعد من أجمل البيوت الدمشقية القديمة التي لم يطرأ عليها أي تغير نتيجة العوامل الطبيعية والبشرية، وهو يعد صرح حضاري هام، ومركز تعليمي رائد كان له أثر كبير في النهضة العلمية والثقافية[4]، وقد تخرج منه أبرز وأهم من تقلدوا المناصب في دمشق وبيروت. وهو الآن مقر لجنة حماية مدينة دمشق القديمة، وسُمِّيت المنطقة التي يقع فيها باسمه نظرًا لأهميته. كما صدر فيلم مكتب عنبر ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية «بصمة مكان» التي قدّمت بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية. تاريخ المكتب يقع مكتب عنبر شرقي الجامع الأموي في دمشق، وهو بالأصل منزل شُيد على الطراز الدمشقي الشهير[ملاحظة 2]، وقد بناه ثري يهودي دمشقي اسمه يوسف أفندي عنبر سنة 1872م[3] ويرى باحثون أخرون إلى أن تاريخ تشييده يعود لعام 1867م[1، وقد أنفق على إنشائه 43 ألف ليرة سورية[4] وقد كان هذا المبلغ ذو قيمة كبيرة حينها، اكتمل بناء قسمين منه بمبلغ ضخم جداً[2]، وبسبب ارتفاع التكاليف قام عنبر بالتخلي عن المشروع في عام 1887م[2]، ثم قامت الدولة العثمانية بمصادرته منه لقاء دين لها عليه حيث كان بمثابة المكتب السلطاني حتى العام وأكملت بناءه وأضافت له جناحين، وحولته إلى مدرسة لتعليم الأولاد[2]، وقد حُفر على اللوحة الخارجية التي تعلوها الطغراء السلطانية : (مكتب إعدادية ملكية)، وبعد انسحاب العثمانيين من سوريا في القرن العشرين قامت الحكومة بتحويل المبنى إلى مدرسة للبنات (معهد التجهيز والفنون النسوية) ومن بعدها هُجر.[2] وبذلك أصبح مكتب عنبر من أقدم المدراس في سوريا. العهد العثماني[عدل] بعد أن صادرته الدولة العثمانية من عنبر يوسف، تم تحويله إلى مدرسة للأولاد أو كما سمي مكتب (مكان الكتابة أو الدراسة) و كانت الدراسة فيه تصل إلى الصف التاسع فقط وكان أغلب طلابه عرباً من أبناء دمشق. العهد التركي[عدل] بعد أن غدت اللغة التركية هي الرسمية، بُدل أعضاء الإدارة وهيئة التدريس فأصبحوا جميعهم أتراك، وكان مكتب عنبر الإعدادية الوحيدة في دمشق، ويتراوح عدد طلابها بين 500-600 طالب، وكان التعليم فيها مجاني، بينما كان القاطنون فيها يدفعون رسوم الإقامة والطعام. وكانت تقدم دروس في القرآن الكريم، العلوم الدينية، الفقه، اللغة العربية، ترجمة اللغة التركية، الفارسية، علم الاقتصاد، علم الجغرافيا والفلك، وجغرافية الدولة العثمانية، تاريخ الدولة العثمانية، الحساب، الجبر، الزراعة، الرسم، الخط، الكيمياء والفيزياء والميكانيكا، علم طبقات الأرض، النباتات والحيوانات. عهد الملك فيصل[عدل] بدأت مؤسسات الدولة بالعودة للعربية لتكون اللغة الرسمية للبلاد في عهد الملك فيصل الأول عام 1919م بعد تحررها من الدولة العثمانية، وكان مكتب عنبر من أول المؤسسات المعربة، ودرس فيها فيها نخبة من المربين العرب منهم : الشيخ عبد القادر المبارك، جودت الهاشمي، محمد البزم، كامل نصري، عبد الرحمن سلام، محمد الداودي، محمد علي الجزائري، رشيد بقدونس، شكري الشربجي، أبو الخير القواص، سليم الجندي، مسلم عناية، جميل صليبا، جودت الكيال، يحيى الشماع، عاصم البخاري، وكان لهم اليد لمحو الآثار التركية، وعودة العربية، وبعث التراث العربي، وسمي المكتب آنذاك مدرسة التجهيز و دار المعلمين. الانتداب الفرنسي كان الضابط المتقاعد شريف رمو، ومصطفى تمر، وجودة الهاشمي وجودت الهاشمي، عبد الحميد الحراكي، شكري الشربجي، مدراء عليها بعد الحرب العالمية الأولى، وكان المكتب مدرسة التجهيز ودار للمعلمين للعلم، وموئل للوطنية ومصدر الحركات الشعبية ومنها انطلقت الثورة السورية الكبرى عام 1925م، وتم في عام 1935م تأهيل مجموعة من المعلمين المؤقتين وتدريسهم أصول التربية والتعليم وعلم النفس فأحدث في المكتب صف سمي صف "التعليم العالي" عُين له الدكتور "خالد شاتيلا" مديراً، وتم في العام نفسه إنجاز مبنى مدرسة التجهيز "ثانوية جودت الهاشمي- اليوم" فنقل إليه طلاب "مكتب عنبر"، الذي تحول بعد ذلك إلى مقر لقصر الثقافة العربية، تقام فيه الندوات الثقافية والمعارض الفنية اتخذت الحكومة من المبنى مقراً لمعهد التجهيز والفنون النسوية ومن ثم هُجر، وكان المبنى المهجور متضرر جداً وعلى وشك الانهيار الكامل، وقامت وزارة الثقافة بشراء المبنى بهدف الحفاظ عليه من...
Read moreهو أحد نماذج البيوت الدمشقية القديمة العريقة منغلق على الخارج منفتح على الداخل، مساحته 5000 م2 ، يعود تاريخه إلى بداية القرن العشرين في أحد مراحله والقسم الآخر يعود إلى فترة الفن الباروكي منتصف القرن التاسع عشر مكتب بالتركية تعني المدرسة أما (عنبر) هو اسم صاحبه يوسف عنبر الذي صادرته منه الدولة العثمانية لقاء دين لها عليه حيث كان بمثابةالمكتب السلطاني حتى العام 1921.
ثم تحول إلى مدرسة ثانوية (التجهيز) في أربعينيات القرن الماضي ثم مدرسة للفنون النسوية وفي عام 1974 تم ترميمه وافتتح على أنه قصر للثقافة العربية ومنذ عام 1988 مقراً لمديرية دمشق القديمة التي تعنى بكل ما يتعلق بالمدينة القديمة داخل السور.
الموقع والوصف
يقع في أحد منعطفاتالشارع المستقيم أو شارع سوق مدحت باشا الذي تتناثر حوله الحواري يمنة ويسرة، إذا نظرت إليه، أحسست بقدمه وعراقته، وإذا سرت فيه ستوصلك هذه الحارات العتيقة ا لتصل شمالا إلى الحديقة أو سوق الحميدية، أو جنوبا إلى شارع البدوي فالسويقة وتستوقفنا بعد سير مئة متر بوابة كبيرة من صفائح وقضبان الحديد، وإلى جانبيها نافذتان، وفي أعلى الباب لوحة رخامية كتب عليها (مكتب إعدادية ملكية)، وهو الاسم القديم لمكتب عنبر قصر الثقافة الشعبية.
البناء الدمشقي الأصيل مكتب عنبر مكان جميل مثله مثل أي بيت من البيوت الدمشقية القديمة، وهو مقسم إلى أربعة أقسام رئيسية، كل قسم له باحته الخاصة به (ديار) التي تحيط بها الغرف، مجموعها أربعون غرفة موزعة على طابقين، يتمتع الداخل إليه بالنظر إلى جدرانه المرصعة بزخارف عربية على طريقة تنزيل الرخام والأحجار الملونة الصغيرة التي تم رصفها بأشكال هندسية جميلة، أما الأرض فقد فرشت بالرخام المفصص؛ ما جعل المكان آية من آيات الجمال والتنسيق والذوق الرفيع، وأما الباحات فقد ملئت بالأشجار المزهرة، وهناك باحة داخلية كبيرة تتوسطها بحرة من الرخام تحيط بها عريشة استرخت أغصانها المتشابكة فشكلت فوق البحرة قبة جميلة، وفي الباحة أيضاً عدد من أشجار الحمضيات كالليمون والكباد والنارنج، وشجيرات الزينة كالياسمين والمليسة والشمشير والورد، وإلى شمالي الباحة إيوان رحب يرتكز على أعمدة رخامية جميلة تتصدره قاعة فسيحة يدخل إليها بباب زيّن إطاره بالمرمر، وهناك باحة أخرى تحلقت حولها غرف واسعة كانت صفوفاً للتدريس وقد يفوق عدد طلاب أحد الصفوف المئة طالب، وقد زينت جميع الغرف والجدران المحيطة بالباحة بأبهى أنواع المرمر والرخام والاحجار البديعة؛ حتى ليحسب الناظر إليها أنه قد دخل إلى متحف لعرض فنون العمارة العربية.
مراحل تطور مكتب عنبر
كان مكتب عنبر مدرسة تنتهي بالصف التاسع فقط، ووضع عليها كلمة (مكتب إعدادية ملكية) للتفريق بينها وبين المدارس العسكرية، فقد كانت هناك (المدرسة الابتدائية الرشدية العسكرية) وكان مقرها في البحصة، ومدرسة (إعدادي عسكري) وكان مقرها جامع دنكز.
مكتب عنبر في العهد العثماني تم افتتاح مكتب عنبر 1887ـ 1888م، وكان اسمه (مكتب إعدادية ملكية)، وكانت الدراسة فيه تصل إلى الصف التاسع فقط.
مكتب عنبر في عهد الدولة التركية وعندما بدأ زعماء الاتحاد والترقي في استانبول بتنفيذ سياسة التتريك، غدت اللغة التركية اللغة الرسمية في جميع دوائر الدولة، فأكملت الحكومة التركية صفوف المكتب إلى الصف الحادي عشر، فغدا ثانوية كاملة وأصبح اسمه "سلطان مكتبي"، وصار جهازه الإداري وجميع أساتذته من الأتراك.
ويذكر أن جمال باشا السفاح، بعد أن أعدم الثوار في ساحة المرجة بدمشق وفي بيروت، قام بتحد للشعور العربي فزار (سلطاني مكتبي)، أي مكتب عنبر، ووقف في شرفة الطابق الثاني المطلة على الباحة وقفة الجبار المنتصر، وكان الطلاب قد اجتمعوا في الباحة لتحية العلم التركي وتحية السلطان، وكان مدير المكتب قد أنذر الطلاب قبل مجيء السفاح، إذ قال لهم باللغة التركية: ((إن كل من يتجرأ ويرفع رأسه إلى الأعلى وينظر إلى حيث يقف الباشا؛ سوف يكون مصيره مثل مصير من علقت أجسادهم في ساحة المرجة)).
مكتب عنبر في عهد الاحتلال الفرنسي أما في عهد الاحتلال الفرنسي فقد كان لمكتب عنبر الفضل الأكبر في بث روح الوطنية في صفوف المواطنين السوريين؛ فقد كان أول من نبه إلى مأساة فلسطين، وأعلم الناس من هو بلفور. وفي العام 1935م. انتقت وزارة المعارف مجموعة من المعلمين المؤقتين الحائزين شهادة البكالوريا الثانية لتأهيلهم كمعلمين اختصاصيين فأحدثت في مدرسة التجهيزات أي "مكتب عنبر" صف التعليم العالي، وفي العام نفسه تم إنجاز بناء مدرسة التجهيز الحالية فانتقل طلاب وأساتذة مدرسة التجهيز ودار المعلمين في العام الدراسي 1936 ـ 1937، إلى البناء الجديد المعروف حالياً بالتجهيز، ثم سميت مدرسة التجهيز باسم عالم من علماء الرياضيات كان يدرس في "مكتب عنبر" فأصبح اسمها ثانوية...
Read moreMaktab Anbar (Arabic: مكتب عنبر) (Anbar Office) is a house in the center of Old Damascus, Syria. The house was built as a private residence by a local Jewish notable Mr. Anbar in the mid 19th century and was later confiscated by the Ottoman government after Mr. Anbar's bankruptcy.[1]
The house is built around three courtyards, first the formal reception courtyard, behind this the attractive female courtyard, and finally the spartan servants' courtyard. Due to the cost of building, the owner turned the building into the Damascus Civil Preparatory School, which was a prestigious, expensive, tuition-based school for the children of the land-owning families of Damascus.[1] According to Philip Khoury, many Syrian nationalist leaders who worked and were co-opted by the French from 1928 and independence in 1946, were graduates of Maktab Anbar.[1] The house was restored by the Ministry of Culture in 1976. It now holds a library exhibition hall, museum and craft...
Read more