علي الخواص البرلسي، عالم دين مسلم، وأحد أعلام التصوف الإسلامي في القرن العاشر الهجري. أخذ التصوف عن إبراهيم المتبولي بشكل أساسي وعن الشيخ بركات الخياط. كان عالماً أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فجمع تلميذه عبد الوهّاب الشعراني ما كان يقوله في كتاب سماه «درر الغوّاص في فتاوى سيدي علي الخواص»، الذي قال عنه في المقدمة: «فهذه نبذة صالحة من فتاوى شيخنا وقدوتنا، ولي الله الكامل الراسخ الأمّي المحمدي، سيدي علي الخواصّ، أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته وبركات علومه في الدنيا والآخرة». توفي في القاهرة في آخر جمادى الآخرة سنة 949 هـ ودفن في زاوية الشيخ بركات الخياط.ويشدد «الخواص» على الصلوات الخمس: «من مشى إلى المسجد في نور، أظلم الوجود عليه على الصراط، ومن مشى إليه في الظلام، أضاء النور عليه، جزاء على ما تحمله من مشقة المشى في الظلام». وعندما سئل عن سبب عدم دخوله المسجد إلا بعد سماع «حى على الصلاة» قال: «مثلنا لا يصلح لإطالة الجلوس في حضرة الله تعالى، فنخاف أن نأتى لنربح فنخسر، فينبغى لكل مؤمن مراعاة الأدب في المسجد، فإنه بيت الله الخاص، ولا يبادر قبل الوقت إلا إن علم من نفسه القدرة على كف جوارحه الظاهرة والباطنة، عن كل مذموم، حتى عن سوء الظن بأحد من المسلمين، حتى بالاهتمام العظيم بأمر الرزق والمعيشة».
كلمات «الخواص» لم يكن لها مثيل في علوم معاصريه، يقول: «آفة العقل الحذر، وآفة الإيمان الإنكار، وآفة الإسلام العلل، وآفة العمل الملل، وآفة العلم النفس، وآفة الحال الأمن، وآفة العارف الظهور، وآفة العقل الجور، وآفة المحبة الشهوة، وآفة التواضع المذلة، وآفة الصبر الشكوى، وآفة التسليم التفريط، وآفة الغنى الطمع، وآفة العز البطر، وآفة الكرم السرف الزائد، وآفة البطالة الفقر، وآفة الكشف التكلم، وآفة الاتباع التأويل، وآفة الأدب التفسير، وآفة الصحبة المنازعة، وآفة الفهم الجداد، وآفة المريد التسلل على المقامات، وآفة الانتفاع التسلق، وآفة الفتح الالتفات، وآفة الفقيه الكشف، وآفة المسلك الوهم، وآفة الدنيا شدة الطلب، وآفة الآخرة الإعراض، وآفة الكرامات الاستدراج، وآفة الداعى إلى الله تعالى الميل إلى الرياسة، وآفة الظلم الانتشار، وآفة العدل الانتقام، وآفة التقيد الوسوسة، وآفة الإطلاق الخروج عن الحدود، وآفة الحديث النقص».
«أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى»
رغم كونه أمياً، إلا أن «الخواص» كانت له تفسيرات للقرآن الكريم، وقف أمامها علماء عصره، يقول: «إذا كنت مؤمناً وسمعت أنه تعالى يمدح المؤمنين، فلا تبادر إلى كونك مؤمناً، وتأمل قبل ذلك هل أنت على ما وصف الله به المؤمنين من الصفات التي مدحهم عليها أم لا، ثم إن كنت على ما وصف فهل تموت على ذلك أم لا؟، فإن علمت أنك تموت على ذلك فقد أمنت مكر الله (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)، وإن علمت أنك تموت على غير ذلك فقد أيست من رحمة الله (ولا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون)، فكن بين الخوف والرجاء فإنه الصراط المستقيم».
ومن أقواله أيضاً: «أشد العذاب سلب الروح، وأكمل النعيم سلب النفس، وألذ العلوم معرفة الحق، وأفضل الأعمال الأدب وبداية الإسلام التسليم، وبداية الإيمان الرضا». ويؤمن «الخواص» بأن العلوم الإلهية لا يختص بها الله عبداً منشغلاً بغيره: «العلوم الإلهية لا تنزل إلا في الأوعية الفارغة». وينشد: «أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً فارغاً فتمكنا».
سأله «الشعرانى»: «هل ندعوا على الظلمة إذا جاروا؟»، فقال: «لا، لأن جورهم لم يصدر عنهم أصالة، وإنما صدر عن المظلوم، فإنه ما ظُلم حتى ظلم نفسه أو غيره، والحكام مسلطون بحسب الأعمال، أن لكم لما تحكمون، وإنما هي أعمالكم ترد عليكم، وفى الحديث الحاكم الجائر عدل الله في أرضه ينتقم به من خلقه، ثم يصير إلى الله، فإن شاء عفا، وإن شاء انتقم منه، وربك فعال لما يريد، وهو الغفور الودود».
اعتبر «الخواص» أن السِمنة دلالة على قلة الورع، وكان يقول: «ما في القلب يظهر على الوجه، وما في النفس يظهر على الملبوس، وما في العقل يظهر في العين، وما في السر يظهر في القول، وما في الروح يظهر في الأدب، وما في الصورة كلها...
Read moreIt is amazing place but needs renovation. Alkhwas is a famous Imam , he was the teacher of...
Read moreاللهم امدنا بمددهم واحمنا بحمايتهم وانصرنا بنصرتهم يا خير الناصرين، اللهم اغمرهم في بحر رضاك ولفهم برضاك اللهم لا ترد أيدنا خائبين اللهم انا عبدك الضعفاء آمين برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على خير خلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب...
Read more