الساحة الهاشمية ضمن مشروع (الأردن بلغات العالم)... تدوين الذاكرة الشعبية... عمان - سميرة عوض- عبرت  عقيلة السفير البناني في الاردن مها علم الدين  عن سعادتها الغامرة لاختيارها لمكان مميز يحمل اسم الهاشميين كما يحمل ذاكرة شعبية وحضارية وتاريخية عابقة تتوسط العاصمة عمان وهو «الساحة الهاشمية». لتكتب عنه في اطار قيام امانة عمان الكبرى باصدار كتاب يحمل عنوان «الاردن بلغات العالم» بمشارك زهاء 30 سفيراً عربياً  واجنبياً من السفراء المقيمين  في الاردن يختار كل منهم احد الاماكن الاثرية او السياحية المحببة اليهم ليكتبوا عنها بلغتهم الام، فضلاً عن ترجمة النص الى اللغتين العربية والانجليزية ، كما وسيشتمل الكتاب على صور وثائقية للزيارات التي يقوم بها السفراء توثقها عدسة بشار البخيت، فيما تشرف عبلة الشعار - صاحبة الفكرة - على اعداد الكتاب. واكدت علم الدين التي تقوم بالمهمة نيابة عن زوجها على ريادية الفكرة وامكانية تعميقها لتطبق ليس في الاردن فحسب بل في اي دولة اخرى الامر الذي يسهم بالتعريف بالحضارات والتاريخ وتقديمه للاخر وللدراس في ان معاً. واشارت علم الدين : لعل التشابه بين المساحة الهاشمية وساحة البرج او ساحة الشهداء في بيروت جعلني اختار الساحة التي تذكرني بالنشاط والنبض الاجتماعي للناس. وساحة البرج في بيروت والتي تشير المصادر الى بداية نشأتها العام 1632، فيما شيد برج الامير فخر الدين المعني بهذا المكان. وتبين علم الدين ان «الساحة الهاشمية» تحمل الكثير من الالق والجمال. واشادت الى ان موقع الساحة التي تجاور المدرج  الروماني فهذا يعني انني مررت بها كثيراً لدى حضور الاحتفالات في المدرج الروماني - كما تقول علم الدين - ولكن مروري السريع بها لم يتح لي التمتع بها، وتفحص معالمها فحتى «الساعة» ذات البرج في الساحة تحملها نبض الوقت والناس، وكذلك اماكن الاستراحة والاشجار الوراقة ، والممرات المبلطة بالحجر الجميل الامر الذي يجعل من الساحة الهاشمية مكاناً ملائماً لاقامة الاحتفالات والمناسبات القومية والوطنية والثقافية والفنية. واستحضرت علم  الدين التاريخ الدني للعاصمة الاردنية عمان، وكيف كانت وستظل الساحة الهاشمية الشاهد الحي والفاعل في ذاكرة الناس، فهنا مر العمونيون وقبلهم الرومان، ومن هنا مر سيل عمان الذي كان حياة المدينة ورمزها، ومن هنا مرت المواكب الهاشمية ، واحيت الافراح الشعبية. واستذكرت علم الدين التي تقيم في عمان  منذ زهاء ست سنوات بحكم تولي زوجها للسفارة اللبنانية في عمان انها زارت العديد من الاماكن الاردنية الاثرية والتي قرأت عنها منذ الطفولة ومنها. ام قيس ، جرش، البتراء ، مادبا، والبحر الميت... وصرح الشهيد في الاغوار في منطقة الكرامة. واستحضرت مشاعرها ابان وقوفها وزوجها في اخفض مكان في العالم  ونزواته «البحر الميت» وكيف رأت فلسطين من هذا المكان الفريد وهي على بعد امتار. وترى علم الدين ان دراستنا للجغرافيا والتاريخ لا تكفي  وحدها  لمعرفة الآخر، وحضارته بل لا بد من التردد على الاماكن ومعرفتها عن قرب ليس هذا فحسب بل ولا بد ان نتعرف الى اهلها وناسها... ولم يكن بمقدوري ان اكتب او احكي عن مكان عريق في الاردن دون حب المكان وانسان هذا المكان.